في ظلال النخيل - أحمد علي سليمان

يا نخلة بين المُروجْ
تعطي الثمار مع الأريجْ

مِن فرط رونقها غدتْ
تصغي إلى صوت البُروج

أكمامُها قد سَبحتْ
أبداً كتلبية الحجيج

حيرتِ مَن كتب القصا
ئدَ في الصحاري والمروج

وإذا ترى طلع النخي
ل تؤزه الريح الخجوج

أدركت سحر جمالها
يشدو بمنظرها البهيج

وهي القوية لا تخل
خلها أخاديدُ الثجيج

والظل منتشرٌ كمث
ل ربابة ، وبلا عجيج

حتى إذا طابت ثم
ارٌ ، فالسقوط بلا ضجيج

وإذا ظفرت بما تجو
د نخيلة عند الأجيج

فهي الحلاوة والجما
لُ ، أراهُ من أحلى مزيج

وكذا النسيم مغردٌ
والعطر منتشرٌ لجوج

والطيرُ يسعى في الفض
اء مُحَلقاً ، وله هزيج

والرملُ تلٌ فوق ت
ل ، مشرقٌ باهي النعوج

والبحرُ يضحك كالهوى
والريحُ دامعة النئيج

والنملُ فوق الرم
ل أسرابٌ ، هي الجيش الوثيج

والغيث في رحم الفضا
والسحْبُ جادت بالثلوج

وبفضل ربك قد مطر
نا ، في الروابي ، والمُروج

ومساء ليلتنا أرا
هُ ، مزمجراً يطوي الوُلوج

والنخلة الشقراء با
سمة المُحيا والنشيج

سبحان مَن خلق الجما
ل ، وفتق الطلع النضيج

سُنن المليك وصُنعهُ
ما الأمرُ - كلا - بالمَريج

خلقٌ وأمرٌ ، ليس يو
ماً بالمُريب ، ولا العَريج

وسيبعث الأكوان - بع
د - الموتِ في يوم الخروج

© 2024 - موقع الشعر