في دجى البحر - أحمد علي سليمان

يا شاطئ العطر البهي
أعياكَ إعصاري الفتي

إني أتيتك حاملاً
كربي على الكف الأبي

وعِباءةُ الليل الجوى
وله المهابة والدوي

والغيث مِن فوقي طغى
مرحى بعالمنا الشتي

والموج يَحْطِم بعضه
والرملُ منفعلٌ عَتي

ولآلئ البحر انزوتْ
عبر المساء النرجسي

وكذا المحار رطيبة
تهدي الأريجَ العسجدي

والليل ينسج فرحتي
في الصنع ليس له سَمِي

ونسيم بحر الشوق عذ
بٌ سائغٌ حلوٌ حفي

وأريج صوت البحر من
تبهٌ يداعب ناظرَي

والبَرد - عبْر الليل يم
عِن في الخطا عبقُ شجي

والصمت مرتعد الخطا
يسعى بزورقه إلي

والكرب أرجحه النوى
والحزن بالغ في المُضِي

وبقيتُ وحدي ، والمسا
ءُ مسامري ، يأسى علي

فوجدتني متشوقاً
أتنفس العطر النقي

وأرتلُ الآياتِ نو
راً ، ضاء بالصوت الندي

وأعطر الساعات بال
أشعار ، أنتخبُ الروي

إن القريض وسيلتي
في فكرتي ، وهو الصفي

سلوى المشاعر ثم نو
رُ شَكاتها الشعرُ الزكي

نجوى النفوس ، وثم عط
ر بهائها ، الخل الوفي

خان الصديق فلا رفي
ق سوى القريض لنا سَوي

أودعتُ شعري السر لم
يكُ خائناً ، فهو الوفي

في حين قد خان الخلي
لُ خليله ، كان الغوي

وكذا المَعاني لعبتي
أهوى المعاني والسري

© 2024 - موقع الشعر