في المعاريض مندوحة عن الكذب - أحمد علي سليمان

هذي المعاريضُ جدّ تمتدَحُ
فكم تُواري العَوارَ يُفتضحُ

لا شيء مثل الوضوح يجعلنا
في خير عيش ، يا حبذا الوضح

وتشتهي العينُ كل فاتنةٍ
والمشتهون الأنذالُ كم فضِحوا

ويصرفُ العينَ دِينُ صاحبها
والدّيِّنُ المستنيرُ يَنتصح

لمّا رأى رأسُ القوم فتنتها
أحبّ مَن – بالجمال - تتشح

ووَدّ لو نال ما يتوقُ لهُ
وصدرُه - بالغرام - منشرح

وكاد واحتال في سبيل هوىً
وشهوةٍ - في الخفاء - تُجترح

فأرسل الزوجَ في مُهمته
حتى يسودَ الإيناسُ والمَرح

وغاب (فيروز) ، والديارُ خلتْ
فيم الجوى والعذابُ والترحُ؟

وحَلّ ضيفاً متيمٌ شَبقٌ
وقصدُه مِن مجيئه وقح

وزوجُ (فيروز) للمُراد وعتْ
فساقت الوعظ ، شأنَ مَن نصحوا

وعرّضت كي تكون حاذرة
وظاهرُ القول جُله مِزح

وإذ رأى البيّناتِ سَيدُها
وأنها إن أرادها الشبح

خلى السبيل الذي سقاه لظىً
وساق قولاً كأنه المُلَح

إذ جاء (فيروز) البيتَ مُتهماً
لغادةٍ - بالرشاد - تُمتدح

وقال: صُنها ، فتلك طاهرة
وما عليها - وربّنا - جُنح

وأحسن الظنَ ، كلنا بَشرٌ
والأمرُ يا مستريبُ متضح

وأجزلَ السيدُ العطاءَ لها
وجاءتِ البشرياتُ والمِنح

والله أنجى ولية لجأتْ
إليه ، إن التقى هو الفلح

© 2024 - موقع الشعر