فأين المعايير؟ - أحمد علي سليمان

معاييرُكم ليست تساوي دُريهما
فلا تنكأوا جرحاً تُقرحه الدِّما

نأيتم وكان البخل أقصى عطائكم
وأمسى لكم سَمتاً وطبعاً ومَعلما

فيا ليتني لم ألتمسْ منكمُ العطا
ولو أنني أبقى مدى الدهر مُعْدِما

خرقتم معايير القرابة والإخا
وجرعتموني الهمّ والغمّ علقما

وأهدرتمُ حقي ، وبعتم قرابتي
ولم تقبلوا عذري ، وكممتمُ الفما

ألا تذكرون المجد كنتُ بنيته
لكم رغم إملاق عليّ تحتما؟

ولستُ الذي يشكو المليك لخلقه
ولكنه حال الذي – بالشقا - استمى

ولم أقترفْ في حقكم ما يَعيبني
وكيف تعيبون الذي ما تجهما؟

تحمّلتُ منكم ما ينوء بعُصبة
وعانيت ما أودى بنفسي وبالحِمى

وما الأهل إن لم يكفلوا أقرباءهم
فيكفل ميسورٌ فقيراً به احتمى

وما الأهل إن لم يبذلوا الخير حِسبة
لمن خصهم دهراً بخير وأكرما؟

وما بي من البلوى سوى ما أهمّني
وأدعو لما ألقى الذي هو في السما

فيا رب مَكّنْ لي وأصلح سريرتي
ومن كربتي ارزقني رخاءً ومغنما

ويا ربنا اهد العبد أقرض لم يخف
وكم جاد لم يحنث ، ووفى وأنعما

© 2024 - موقع الشعر