غيرة عليكِ ليس إلا - أحمد علي سليمان

عليكِ أرجو إلهي حَط أثقالي
مستعففاً - في البرايا - هانئ البالِ

أرجو لكِ الخير ، مهما كنتِ نائية
أعانكِ الله في حِل وتِرحال

وثبّت الله إيماناً خصِصْتِ به
وصانكِ الله عن سَهو وإهمال

وعشتِ يا أختُ في عِز وفي شَرفٍ
ولا أذاقكِ ربي سوء أحوال

لمّا رأيتُ الذي خلفتِ ضقتُ به
وقلتُ: زلت ، لذا أمسيتُ يُرثى لي

إن الذي ضمّه الحاسوب مِن صُور
تُزري بصالحةٍ في وضعها الحالي

ماضيكِ هذا متاهاتٌ مُشتتة
تُفضِي إلى شر غاياتٍ وأعمال

والجاهلية خطتْ درب ضائعةٍ
وكبلتها بأصفادٍ وأغلال

وجندت - مِن غواة الناس - شرذمة
حتى تقودَ لها عقولَ أجيال

فكنتِ صيداً لمَا صاغوه مِن خططٍ
ومِن أساليبَ تسبي العاشقَ السالي

تابعتِهم في الذي خطوه زاعمة
أن السعادة في تزيين محتال

وما تساءلتِ عمّا يرتجي غجرٌ
مِن المُجون له رهيبُ أهوال

وعن فجور غزوْا به شبيبتنا
وعن ضياع شديدِ الوَقع قتال

وعن جرائمَ في أصقاعنا ارتُكبتْ
أودتْ بدُور وآنامٍ وأموال

وخرّبوا دُورَهم هذي بما صنعوا
وكم يسودُ الفنا بكيدِ جُهال!

أختاه فلتدْركي مكرَ الألى كفروا
إذ يمترون بإدبار وإقبال

حاسوبُكِ اليوم قد نضّرتُ صفحته
حتى يكون له وفيرُ إجلال

أغارُ جداً على أختٍ مباركةٍ
حظيتُ منها بتكريمٍ وإفضال

محوتُ كل الذي عاينتُ مُحتسباً
أجري العظيمَ لدى ذي الطول والنال

أمانة هذه الأسرارُ في عُنقي
طمستُها مُنقذاً مِن مِحنةٍ (دالي)

مَحوْتها أبتغي مرضاة مَن خشعتْ
له البرايا بإخباتٍ وإذلال

أرجو بذلك عند الله مَكرُمة
بها أحقِقُ - في دنيايَ - آمالي

بها أريدُ - من الرحمن - مَغفرة
لكل ذنب له عَتيّ أثقال

© 2024 - موقع الشعر