سبحان مقلب القلوب - أحمد علي سليمان

كانت تؤمّلُ - في التثبيط - إخلادا
كيما تؤلبَ أوغاداً وحُسادا

كانت تزيد لظى النيران ملهبة
وتُوسِع الحقدَ - تلو الحقد - أحقادا

كانت تحضّ - على الإيقاع - عامدة
وتملأ الجو إرغاءً وإزبادا

كانت تحرّض مَن كادوا ، ومَن حنقوا
وتغمرُ الهممَ الرعناءَ إفسادا

كانت تُزمجر في اللاهين ، تحْفِزهم
وتُوقدُ النار – للباغين - إيقادا

كانت تعبئ أجناداً لملحمةٍ
وتُلزمُ الجندَ تحذيراً وإرشادا

كانت تُجيِّش جيشاً مِن صَهاينةٍ
سُيوفهم صُوّبتْ كيداً وإرصادا

لكي تهيئ للفرسان أسلحة
وتدرسُ الحربَ آفاقاً وآمادا

كانت تنال من الإسلام في صلفٍ
وكم أقامت أكاليلاً وأعيادا

ثم استقامتْ على منهاج خالقها
ونارُها أخمِدتْ – بالسلم - إخمادا

لوسي شرفتِ بهذا الدين فانطلقي
وادْعي إلى الله مَن - عن دينه - حادا

وبيِّني الحق – للضُلال - في وضح
فربما أصبح الضُّلاّل عُبّادا

وجادلي - عن كتاب الله - مَن كفروا
لقد يكونون – للقرآن - أجنادا

واستشهدي بالألى أطرَوْا شريعتنا
مستشرقين ، وكُتاباً ، ونُقادا

ونافحي عن رسول الله في جَلدٍ
بذا تقيمين - بين الناس - أمجادا

وعلّمي الناس مَن ضلوا ومَن جهلوا
أن يُفردوا الله – بالتوحيد - إفرادا

نريد خندمة في (كمبريدجَ) تفِي
بحق شِرعتنا ، تصُد إلحادا

ونستفيد من الحرية انتظمتْ
كل العقائد أفكاراً وأبعادا

وندفع الشر عن دين تعقبه
قومٌ قد اتخذوا - واللهِ - أنداد

لوسي أريدكِ – للإسلام - داعية
وأشهد الله رب الناس إشهادا

أعداؤنا نشطوا في نشر باطلهم
ورتلوا - من دجى التلمود - أورادا

وصدّروا العُهر ، كي يُغووا شبيبتنا
وحاربوا السِلم ، والأخلاق ، والضادا

وكبلونا بإعلام يُحطمنا
وأشهروا الفسق أغلالاً ، وأصفادا

وأغرقونا بما يُبيد عزتنا
وهل يكون الردى لأمَّةٍ زادا؟

كما تريْن لهم بأسٌ يهدّدنا
وإن – للبأس - أجناداً وأعتادا

لوسي أريدكِ في الميدان صائلة
على عدو - برغم الأنف - قد سادا

بالأمس كانوا عبيداً ، لا اعتداد بهم
واليوم باتوا - على التقاة - أسيادا

هذي معادلة صعبٌ تفهمُها
وصوتها يملأ الآذانَ إرعادا

المسلمون هُمُ الأعلون منزلة
وإن للقول - في التاريخ - إسنادا

وشِرعة الحق عليا في مَرابعها
مهما طغى الكفر في الأمصار أو كادا

يا رب نصرَك إنا اليوم في ضَعةٍ
فاهزمْ طغاة غدَوْا - في الكيدِ - أوغادا

© 2024 - موقع الشعر