غرّد يا بلبل النشيد! (محمود عماد الدين) - أحمد علي سليمان

بلبلَ التغريدِ في أم القرى
رجّع الأنغام في سَمع الورى

واسمُ بالألحان في دنيا الصدى
ربما الإنشادُ فينا أثرا

واحمل الشعر إلى النجم ، عسى
إنْ سَما الشعرُ تسامى بالعُرى

إيهِ (يا محمودُ) نوّرْ دربنا
بالحُداءاتِ سَمتْ نحو الذرى

انتصرْ للحق بالشعر ، فما
أجمل الأشعار تُرْدي المنكرا

وأر الدنيا مَرامي عزّنا
وارقَ للعلياء بدراً نيرا

متّع الناس بما تشدو به
أشرقَ الإنشادُ صبحاً مُسفرا

أسعدِ الطلاب ، عطرْ يومهم
واجعل التقوى لهذا جوهرا

أيقظِ النائمَ منهم بالحُدا
فمع الإنشاد لا يبقى الكرى

ابكِ آلاماً غزتْ أصقاعنا
ببلاياها رجَعنا القهقرى

لم تُقِم أرحابُنا شرعَ الهُدى
بل تمادت في متاهات الهُرا

حاربتْ أهل السجايا والتقى
ورمتْهم بالضلال المفترى

أيها البلبل عاتبْ أمة
أخرستْ بالترهات المُنذرا

كنْ لها بالشدو أتقى ناصح
وابذل النصح ، كما النهر جرى

كنْ - لهذا الحشد - أندى منشدٍ
واجعل الإنشاد غضاً خيّرا

© 2024 - موقع الشعر