على ما ماتت عليه تبعث - أحمد علي سليمان

سُوءُ الختام ، وفي ربيع شبابِ
والموت وافى بعد سوء جوابِ

لو كان يعلم فاسق بفسوقه
لم يدّرع بالفسق أي كعاب

تعستْ نفوسٌ بالضلال تدينتْ
وتريدُ - في الأخرى - عظيم ثواب

خابتْ عقولٌ قد تعبدها الهوى
فإذا بها لم تدر أي صواب

خسرتْ قلوبٌ جاهرتْ بفسادها
ورمى عليها الجهلُ شر حِراب

وتنكرت للصالحات فما صفتْ
أبداً ، ولم تعمل ليوم حساب

وتبعثرتْ آمالها عبر الدجى
واستصحبتْ للهزل شر صحاب

وسطا عليها من تعقب أهلها
فغدت تعاني من عتي ذئاب

حتى رأت أعتى الضلالات الهُدى
ورأت سلامتها أليم مصاب

وفتاتنا هذي ضحية ردةٍ
إذ أفلست فتذرعتْ بسباب

لم تمتثلْ نصحاً يُبصرها الهُدى
كيلا يكون الكفر فصل خطاب

وغداً تطاولها نهاية عهدها
والموت كان بداية لعقاب

والناس ترقب ، والمنية تجتني
عمر الصبية في نضير شباب

لم يأسفوا ، أن المليك أذاقها
كأس الردى ، فهوتْ بطي كتاب

فاعجبْ لأسباب القضاء وأخذه
في التو مُجرمة أشد عُجاب

وأرى بساحة فكرنا أمثالها
في الافترا والزور كالكذاب

هو قد دعا لنبوةٍ مزعومةٍ
ولذا استباح الوغد خير جناب

وقد اشترى ذمماً تتابع كفره
وأذل أقواماً بذل رقاب

وأتى بدين للقطيع مُيَسر
وكأنهم - خابوا - بعالم غاب

كلٌ تنازل عن ديانته التي
من يتبعْها حاز كل صواب

هم صدقوه ، وبعدُ خافوا بطشه
أيهاب من قد عاش غير مهاب؟

أيعيب شرع محمد مَن أشركوا
وهو الذي - والله - غير معاب؟

أيسب أصحاب النبي مخرفٌ؟
أينال من أسَد نعيق غراب؟

ومضى يناوئ من يعارض فكره
ويُسيم من يعصيه سوء عذاب

ومن اهتدى بهداه فليأمنْ على
طول المدى من بأس أي صعاب

وفتاتنا ممن به قد آمنوا
وبقشر دعوة ما ارتأى ولُباب

وعلى الذي ماتت ستُبعث والذي
هو ربنا ، والرب ليس يُحابي

يُحصي على كل الورى أعمالهم
سبحان ربي الغافر التواب

أبواب توبته تنادي من غفا
ما خاب عبد لاذ بالأبواب

© 2024 - موقع الشعر