خَليلَيَّ ما أَغبى المُغالينَ في الهَوى - صفي الدين الحلي

خَليلَيَّ ما أَغبى المُغالينَ في الهَوى
وَأَغفَلَهُم عَن حُسنِ كُلِّ مَليحِ

يَظُنّونَ أَنَّ الحُسنَ بِالعَينِ مُدرَكٌ
وَسِرُّ الهَوى بادٍ لِكُلِّ لَموحِ

وَلَيسَ طَموحُ الناظِرَينِ بِمُبصِرٍ
إِذا كانَ لَحظُ القَلبِ غَيرَ طَموحِ

فَلَيسَ جَميلٌ في الهَوى وَكُثَيِّرٌ
وَلا عُروَةُ العُذريُّ وَاِبنُ ذَريحِ

بِأَعرَفَ مِنّي لِلمِلاحِ تَوَسُّماً
وَلا جَنَحوا لِلعِشقِ بَعضَ جَنوحي

وَأَيُّ لَبيبٍ ما سَبى الحُسنُ لُبَّهُ
فَباتَ بِقَلبٍ بِالغَرامِ قَريحِ

إِذا ما خَلا القَلبُ الصَحيحُ مِنَ الهَوى
عَلِمتُ بِأَنَّ العَقلَ غَيرُ صَحيحِ

© 2024 - موقع الشعر