عجلة الحياة - أحمد علي سليمان

إن الحياة - بغير الدين - كاللهبِ
والناسُ فيها كمثل الزيت والحطبِ

ما قيمة العيش إن حلّ الشقاءُ به
وعاشَ أهلوهُ بين الضنكِ والعطب؟

والشرعُ يعطي حياة الناس رونقها
يمدّ بالعِلم والأخلاق والأدب

وسائلوا كتب التاريخ كم حفظتْ
مِن الوقائع والأحداث والخطب؟

تدلكم عن ذرى الأمجاد فاز بها
مَن طبقوا الشرع مِن عُجْم ومِن عرب

ممالك السِلم – بالأمان – كم نعمتْ
بالحب والعطف قبل السيف واليلب

والسِلم وحّد بين الناس قاطبة
على أساس التقى ، لا الجاهِ والحسب

وحرّرَ الخلق مِن طغيان مَن ملكوا
ليُصبح الكل أحراراً بلا رهب

لا يُقهرون على دِين تخيّره
بعضُ الطواغيت كم فيهِ من الريب

إن أسلموا يُصبح الإسلامُ عاصمَهم
من الدماء أراقتها رحى القضب

والسلمُ يكفلُ عيشَ الناس في سَعةٍ
فلا يُعانون من ضيق ولا كُرب

واليومَ عطله عن دَوْره زمَرٌ
تميلُ راضية للدير والصلب

تُغلب الآن ما في الغرب من نظم
شتان شتان بين الترْب والذهب

وما استكانوا ، ولا عادوا لخالقهم
واستمرأوا الادّعاءَ المحضَ بالكذب

وكم على الأرض بين الناس مِن نذر
ولا اعتبارَ ولا ذِكرى لمُعتجب

© 2024 - موقع الشعر