طموحٌ يقتله الواقع - أحمد علي سليمان

إذا قلبَ المِجنّ لك الطموحُ
وفاضتْ – خلف همّتك - الفتوحُ

وأمتعك اليراعُ ، فجاد شعراً
على القرطاس – بالمِسك - يفوح

وأشجاك القريضُ ببوح قلب
له - في فورة الإحساس - روح

وأيقظك الصعودُ إلى المعالي
بأشعار يُزخرفها الرجوح

وأهداك التقى العلمُ المصفى
وآتاك العُلا العزمُ الجَموح

وألهمك الرجولة ما تعاني
وعلمك المواجهة الطموح

وأرشدك الصمودُ إلى التأبّي
فلم تصرفك – عن غدِك - الجُروح

وزادتك التجاريب احتساباً
فلم تيأسْ إذا طغتِ القروح

وقادك - للجنان - رشيدُ فعل
وربّاك التحققُ والوضوح

فلا تعبأ بطوفان المنايا
وإن أمسى لمن يحيا يلوح

ولا تُر – للمناكيد - انكساراً
فإن دواءهم قوسٌ ضروح

وجابهْ واقعاً مُراً بغيضاً
به تغدو البلايا ، وتروح

ولا يقتلْ طموحَك ما تلاقي
فما بك – للذي يُردي - جنوح

ولا يطفئْ سراجك رفسُ عِير
فإن النور – بالتقوى - يبوح

وكفكفْ دمعة يكوي لظاها
ولا ألقاك – في البلوى - تنوح

وشخصْ واقعاً أدمى خطانا
ومنه – اليوم – قد عز النزوح

وذر الشعر – فوق الدار - عِطراً
مَقاصدُه الهداية والصلوح

وعالجْ بالقصيدة ما نقاسي
فشعرُك توبة فينا نصوح

ولا تبخل بما أعطاك ربي
كريمٌ أنت معطاءٌ صفوح

وقد علمتنا رسمَ القوافي
وشِعرُك – في جوانحنا - صدوح

قريضٌ نمّ عن فحوى يراع
له ألقٌ – بخاطرنا - فروح

ورجّعْ ما تيسر مِن طيوفٍ
ولا يخنقْ قصائدَك البُحوح

ولا تحرمْ قلوباً مِن شذاها
ففي أنغامها عطفٌ صبوح

وأبشر أنّ مَن فسقوا تعامَوْا
فإنْ هم كرّموك ، فذي فضوح

فمثلك لا يُكرّمه الخزايا
ومَن لهمُ الجوائز والمُسوح

فما ادخروه – للأوغاد - ذخرٌ
وليس تُفيدُ نظرتك الشروح

وما قدَروك ، إذ هو كالمَطايا
حضيضٌ هُم ، ومأواك الصروح

© 2024 - موقع الشعر