طفّ الصاع

لـ أحمد علي سليمان، ، في الهجاء، 2

طفّ الصاع - أحمد علي سليمان

طفحَ الكيلُ أيها السفهاءُ
وانتصرتم - في الحرب - يا أغبياءُ

واكتوينا بنار أهل التشفي
واحتوتنا سِهامُكم والبلاء

واحترقنا بالكيد لمّا علانا
تعس الكيدُ والأذى والجفاء

واصطلينا – بالغِل - يشوي قلوباً
يستطيلُ - في الناس - كيف يشاء

طفحَ الكيلُ ، والحياءُ قلاكم
كم نساوي ، إذا قلانا الحياء؟

لا يحارُ - في فهمكم - أي عقل
كيف تعيا الفهومُ والفهماء؟

كل شيء كالشمس إمّا تبدتْ
ليس شيءٌ - عنا - طواه الخفاء

بطشكم بالأفذاذ ليس يُباري
وسيحظى - بالنصرة - الأكْفاء

طفحَ الكيلُ ، نحن لسنا عبيداً
إنما أنتم – وحدكم - أسَراء

سنعيش الأحرارَ ، مهما فعلتم
وسنحيا نشيدُنا الكبرياء

لن تلين - للطيبيين - قناة
وسيجني سوءَ الجزا من أساؤا

لستُ أدري ما في الغيوب ، ولكنْ
سُنة كم يُبلى - بها - السُفهاء

وأنا - في هذي الرؤى - لم أجاملْ
إنما تُملي نظرتي الأرزاء

طفح الكيل ، والنفوسُ استشاطتْ
مِن نفاق يُجيده الجهلاء

واعتدادٌ - بالبطش - في كل وادٍ
والتعدي - لمن طغى - سِيماء

واحتقارٌ – للناس - في كل صُقع
وانتقاصٌ من قدرهم ، وازدراء

والتماسٌ للطعن عند فريق
وفريقٌ يودي – به - استهزاء

والمشيبُّ لمّا يَرُد التصابي
والضمير تلهو – به - الخُيلاء

رب سلم من كل باغ غشوم
هو - والأعداء اللئامُ - سواء

نستجيرُ - بالله - من كل طاغ
لم يخِبْ عبدٌ ذاد عنه الدعاء

والمليكُ - بالخلق - برٌ رحيمٌ
رب أدركْ مَن قد طواه الشقاء

© 2024 - موقع الشعر