طاحونة العواطف - أحمد علي سليمان

الدمعُ في الأحداق سالْ
والقلبُ في قيْح الخبالْ

والحزنُ عاتٍ والجوى
والنفسُ عذبها السؤال

عيشُ الفتى طاحونة
صماءُ ، تزدرد الغِلال

وغلالنا أطيافنا
والشوقُ قد شدّ الرحال

يبكي الفضيلة خاطري
ويشجّ إحساسي الضلال

أنى اتجهتَ رذيلة
توذي المشاعرَ والجَمال

وتهيج - في قلبي – الأسى
وتزيد – في نفسي – الجدال

وأرى بعينيَ فتنة
والكونُ ينتظر الزوال

والموبقاتُ عميمة
إنْ في السهول ، أو في الجبال

عمتْ فواحشُ جمّة
يأسى لرؤيتها الخيال

وكذا الرذائلُ في الدنا
تعنو إلى السحْب الثقال

أرض تباع ، ومِلة
والغش مِن أردى الخصال

ودم الحنيفة في الثرى
وذبابة فوق الظلال

وسلا الجَزور على الهُدى
يُردي يواقيت الجَلال

وتقص أذيالُ الريا
بمِقصها شفتيْ بلال

وكتائبُ الفاروق في
ثكناتها ترمى النبال

وأبو سعيدٍ خلف ه
ذا الجيش عانٍ ، لا يزال

وأبو عبيدة ، والبرا
أسَدان في هذا النزال

ومُعاذ قد حمل اللوا
وانسل من بين الرجال

وهناك (ربْعِيُ) الذي
أزكى لكسرى الانفعال

وأبان ملة أحمدٍ
في الحق ليس له مثال

حتى إذا رحل الجميع
فلا جهاد ، ولا نصال

وانهد صرحٌ شامخ
واستنوق الكفر المَجال

أردى عواطفنا الهوى
وقد احتوى القلبَ الهُزال

هذا اللظى طاحونة
والحُرّ تسحقه البغال

© 2024 - موقع الشعر