ضربُ الزوجة ضرباً غير مبرّح سلوك إسلامي - أحمد علي سليمان

كل الفضائح في قرى الأعداءِ
والأمر متضحٌ أمام الرائي

ولقد أتوْا كل المناكر جهرة
في كل صُقع دونما استحياء

فالعُرْي طابَعُهم ، وقد عُرفوا به
وقد ابتلوا – صدقاً - بشر نساء

والفسق سمتٌ ، والخلاعة ديدنٌ
لا فرق بين العِير والخلعاء

والدعر طبعٌ ، والمجونُ جِبلة
هذي الديار تعجّ بالفحشاء

والعُهر قد غمر الحواضر والقرى
وامتد - رغم الأنف - للبيداء

والسكْر قد شمل الجميع بخمره
لمّا يعُدْ حكراً على الندماء

والرقص أودى بالعقول ، وغالها
فبه تكون وسائل الإغراء

والقتل والتشريد والسوآى معاً
وتكاد تنذر دُورهم بفناء

ناهيك عن سفك الدماء رخيصة
وكأنها - عفواً - دماءُ الشاء

وزنا المحارم قد أحال ديارهم
موصومة بالتيه والغوغاء

ولديهمُ صور التحلل جمّة
والجيل يُدلي - في الزنا - بدِلاء

وعن انحلال القوم سل عقلاءهم
والحق مدخرٌ لدى العقلاء

وأنا أسائل مَن يشيد بسَمْتهم
ويراهمُ مِن خِيرة الفضلاء

ويظل يُثني مُعجباً بحياتهم
فهل الذكيّ يخصهم بثناء؟

والبعض يمدحهم ، ويغبط جيلهم
يا غِر كفكفْ حِدّة الغلواء

والبعض يُطريهم بحلو عبارةٍ
فهل العدو يُخص بالإطراء؟

والبعض يدعو أن تكون حياتنا
كحياتهم ، أوليس من بُصراء؟

والبعض يعلنها بدون تحفظٍ
الغربُ يحيا في ذرى العلياء

والبعض يُشهر للمخالف سيفه
إن قال هُم في ظلمةٍ ظلماء

أوَما قرأتم يا غثا أخبارهم
قد ذاعها مَن جاد بالأنباء؟

أوَما سمعتم مَرة خبراءهم؟
فلقد سمعتُ لمنصفي الخبراء

أوَما نظرتم جاهلية عيشهم
تزري بإنترنيتهم والرائي؟

أوَما شهدتم فسقهم ومُجونهم؟
يا قوم كُفوا عن فِرَىً وهُراء

أما عن الضرب الذي هو داؤهم
فالجُل يضرب دون أي حياء

ولقد يؤدي ضرب زوج زوجهُ
لوفاتها من بعد سفك دماء

ولقد تهشّم عظمَ زوج ضربة
أو قد تبوء بعاهةٍ كأداء

وهناك مِن زوجاتهم مَن تفتري
فتصكُ زوجاً صكة اللؤماء

أنا قد درستُ الضرب في أصقاعهم
فوجدته فيها بلا استثناء

وقرأتُ في أبحاثهم ما راعني
أنا لا أغلب – لحظة - أهوائي

هذا كلامٌ خطه علماؤهم
فمن الذي أدري من العلماء؟

ولكي أكون بما أقرر منصفاً
ومدققاً قد قمت باستقراء

فذكرتُ أرقاماً تبيّن وضعهم
وتُري الأنامَ الحق باستقصاء

وعزوتُ للأصل الذي طالعته
وكتبتُ ما في الباب من إحصاء

حتى يَبين الفرقُ بين شريعةٍ
فجرتْ ، وبين شريعةٍ سَمحاء

حتى ترى الدنيا دُجى مَدنيةٍ
تختال في همجيةٍ جهلاء

حتى يرى الأقوام باطل نهضةٍ
تأوي إلى وحشيةٍ غبراء

والضرب للزوجات في إسلامنا
هو في كتاب الله دون مِراء

وكذاك جاء عن النبي محمدٍ
ومدوّنٌ في سيرة الخلفاء

لكنه ضربٌ يسير هيّن
إذ لا إعاقة فيه للأعضاء

إن كان (أحمدُ) بالأراكة ضارباً
فالضرب رمز ليس سيف عداء

وإذن فهذا الضرب ليس مُبَرّحاً
يُفضي إلى الإيلام والبغضاء

فلم التزيدُ في الكلام على الهُدى؟
ولم المَسيرُ على خطى الأهواء؟

ولم التخرص دون أدنى حُجةٍ
وكأننا في عالم السفهاء؟

الضرب للزوجات ليس تمحّكاً
كلا ، وليس إهانة لإماء

وكذاك لطمُ الوجه ليس بجائز
في الشرعة الميمونة الغراء

وكذاك ضرب الرأس لم يأذن به
هذا النبي ، فذا من الأخطاء

والجَلد ليس لزوجةٍ معصومةٍ
فتكلموا يا زمرة الفقهاء

لكن لحدّ الله ، هذا ديننا
أكرم بدين المصطفى الوضاء

وكذلك التقبيح ليس بجائز
مهما أتت من غلطةٍ شنعاء

يا غربُ فاعلم أن دين محمدٍ
أسمى من التشويش والإزراء

وسينصر الرب المهيمن دينه
وبرغم أنف الكيد والأعداء

© 2024 - موقع الشعر