صدقت يا أبتاه! (حذره أبوه فأبى) - أحمد علي سليمان

بصرتُ بنصحكَ لمّا اكتوى
فؤادي بمُرِّ الأسى والجوى

فيا ليتني كنتُ مسترشداً
بنصحٍ جميعَ الرشاد احتوى

أساتُ الظنون ، فلم أكترثْ
وصرتُ ضحيّة هذا الهوى

وغلّبتُ رأيي بلا حجةٍ
فتاهتْ معالمُ أهدى صُوى

وذقتُ الهوانَ بلا رحمةٍ
وواجهتُ في الدرب أعتى القوى

فما الظن بالعبد يأبى الهُدى
وينصاع طوعاً لما قد غوى؟

صدقتَ أبي في الذي قلته
ويا ليت قلبي إليه أوى

لقد جرعَتني العروس الأذى
وقلبي - مِن العائدات - ارتوى

وكنتُ أؤملُ فيها الهنا
وأرفع طاعة ربي لِوا

وعشتُ أطبّب أمراضها
وكانت دمائي ودمعي الدوا

وجئتُ لها بالذي تشتهي
وكنا على الخير - حقاً - سوا

وغيَّر أخلاقها أهلها
فباتت تبالغ في الالتوا

وأضحَوْا جميعاً شقائي الذي
طلاقَ الحِيلة كان انتوى

ليَ اللهُ مما ألاقي هنا
فيا ربنا الطفْ بعبدٍ هوى

© 2024 - موقع الشعر