شموخ داعية! (رفض الارتزاق بدينه) - أحمد علي سليمان

عَلّمِ الصرعى ثباتَ الصالحينْ
واسمُ فذاً في سجل الخالدينْ

واتركِ الدنيا لأصحاب الهوى
طاعة المولى هي الكنز الثمين

واهجرِ التطويعَ ، لا تحفلْ به
إنما التطويعُ سَمتُ المُغرضين

لا تبعْ دينك ، هذي فتنة
غاصَ فيها كل أرباب الفُتون

قد عهدناك هُماماً صامداً
تنشرُ الحق بنصح مُستبين

لم تجاملْ لحظة ترجو الغنى
إنما رحّبتَ بالفقر الغبين

انت لم تقبلْ عطايا ظالمٍ
يشتري صمتك ، يُرضي الظالمين

أنت لم تقبلْ هدايا مَن غوى
وغدا - في الناس - مُسوَدّ الجبين

بل ترفعت - عن الدنيا - أتتْ
ترفعُ النذل ، وتُزري بالرزين

وتساميت رضيّاً بالذي
قسَمَ الرحمنُ ربُّ العالمين

واتقيت الله لم تركنْ إلى
عُصبة التطويع أخزى المُجرمين

رافعاً رأسك تسعى واثقاً
بفؤادٍ زادُه فرْطُ اليقين

عالماً أن الذي لم تأتهِ
منذ عِقدين كمثل الهازلين

كيف تأتيهِ مُحِباً راغباً
بعد أن جاوزت سن الأربعين؟

© 2024 - موقع الشعر