شعري يرجح كنوز الأرض - أحمد علي سليمان

كم بشعري علوتُ قدْراً وجاها
واستميتُ - بالشعر - بين البرايا

كم بشعري سامرتُ أحلى القوافي
واصطفيتُ للشعر أسمى التحايا

وارتقيتُ بالشعر أسمى المَراقي
واكتشفتُ بالشعر مُرّ الخفايا

لم أرِدْ بالأشعار وجه فلان
والعليمُ ربُّ الورى بالنوايا

لم أجاملْ حتى يُقال: أديبٌ
ما جعلتُ الأشعارَ يوماً هدايا

ما مدحتُ الطاغوت أرجو نوالاً
فعطاءُ الطاغوت شرُّ العطايا

بل فجَرْتُ بالشعر يَنبوعَ حقًّ
ليس فيهِ إلا جليلُ القضايا

لم أغازلْ بالشعر أي فتاةٍ
لم أعَرّضْ يوماً بحُسن الصبايا

لم أجمّلْ بالشعر أي قبيح
بل ترفعتُ عن جميع الدنايا

لم أهوّن بالشعر شأنَ المعاصي
مثلُ هذا مِن سيئات الخطايا

ولهذا فالشعرُ أسمى مقاماً
من نقودٍ أصحابُها كالضحايا

دفعوا - في تحصيلها - كل غال
مُهدِرين التقوى وعذبَ السجايا

زاعمين أن التلوّن فنٌ
والكتاباتِ فيها مَريرُ الخبايا

إن شعري ديباجة ذاتُ مغزى
ضمنتْ ما قد عايشت مِن حَكايا

إن شعري أغلى من الدُّر قطعاً
كم بشعري المغوار كم من مزايا

إن ميراث الشاعر الفذ شِعرٌ
يَسكنُ القلبَ والنهى والطوايا

يذهب المالُ ، والقصائدُ تبقى
واعظاً يستهويه بَذلُ الوصايا

إنما شعري مُنذرٌ لا يُحابي
ينبئ الناسَ عن صنيع المنايا

لا يقاسُ بالمال شعري بتاتاً
إن هذا القياسَ بعضُ الرزايا

هو أغلى مِن أي كَنز ثمين
لكنِ الشعرُ لا يروقُ المطايا

© 2024 - موقع الشعر