شايٌ بالنعناع - أحمد علي سليمان

نعنعْ كؤؤسَ الشاي قبل شرابها
لا خيرَ في شاي بلا نعناعِ

لا فُضَّ فوك الشعرُ غرّدَ باسماً
وأشاد بالتقسيم والإبداع

وتشرّفتْ أبياتُه وبحورُه
لمّا صدحت بجاذب الإيقاع

وصدقت في تشخيص ما صورته
مثل الأماجد صفوة الصناع

بيتٌ يُشع حلاوة وطلاوة
ويزيل لوعة حائر ملتاع

ويبيد أوجاع الحياة وضنكها
إذ ليس يُبقي لاعج الأوجاع

فالشاي بالنعناع أطيب ما احتسى
عبدٌ أصيب بغصةٍ وصُداع

والأمرُ مدروسٌ وبعدُ مجرّبٌ
هو ليس محتاجاً إلى الإقناع

واسأل عن النعناع قوماً طبّبوا
فيما مضى في هذه الأصقاع

والتركماني الطبيب دليلنا
فيما نخط حقيقة بيراع

وابن النفيس له بذاك مقالة
أسرتْ قرائحَ خِيرة الأتباع

وجحافلُ الطب البديل كذا ارتأوا
والأمرُ مشتهرٌ بدون نزاع

لا شيء كالنعناع يُبهجُ خاطراً
ويمد بالترويح والإمتاع

فأعدَّ كأسك يا بُني ندية
ولتجعل النعناع مثل شراع

تطفو عليها غضة أوراقه
واذهب بها للأهل والأشياع

إني علمتُك للأوامر طيعاً
أكرمْ بالابن الطيب المِطواع

للهم وفقه ، وأصلحْ شأنه
وارزقه أجمل عيشةٍ وطِباع

واجعله شهماً يحتوي إخوانه
كي لا يذوقوا حرقة الأطماع

© 2024 - موقع الشعر