شاعر ولكن إباحي مهتريء - أحمد علي سليمان

أهازيجٌ صدحتَ بها بلا معنى
وقدمتَ الخنا والفحشَ والطعنا

وشوهتِ القريض العف دون حيا
فقد شغلتك يا قيسَ الهوى لبنى

شغفتَ بها ، وبالضحِكات تطلقها
وبالكلمات في أجراسها مغنى

فلا يعنيك غير العُهر تكتبه
ألست ترى سِوى السوآى بها تُعنى؟

تقاطيعٌ وأوزانٌ قد اهترأتْ
يُغرُّ بها غبيٌ يُحسِن الظنا

نعم بلغتْ - من الإبداع - مرتبة
وقد حازت - إلى إنشادها - لحنا

نعم صيغتْ بألفاظٍ منمقةٍ
وقد ملئتْ - لمَا كتبتْ له - فنا

نعم لانت لقائلها ومنشدِها
فأنشدها ، وما ألغى ولا استثنى

نعم صبغتْ بألوان تجمّلها
فبات لها بذلك منظرٌ أسنى

نعم حِيزتْ لها طراً مباهجُها
لتذهب عن دنا قرائها الحُزنا

ولكنْ أين ما في الشعر مِن قيم؟
وأين الخيرُ ، والأخلاقُ ، والحسنى؟

وأين الحق يُعطي الشعر رونقه
وأين النورُ في أبياته الدكْنا؟

وأين الرشد يُعطيهِ مهابته
ويصرف كيد مَن يؤذيه ، والغبنا؟

وأين البر يمنحُه نزاهته؟
فلا يُزوى عن الأجيال ، أو يفنى؟

إذا كان القريض سبيل مفسدةٍ
فلا معنى له أبداً ولا مبنى

© 2024 - موقع الشعر