سمية بنت خياط رضي الله عنها - أحمد علي سليمان

سُميّة – في البطولة – لا تُبارى
وإنْ عقلٌ تأملها لحارا

تفوق خيال مُطلع عليها
لذا انبهرتْ فراستُه انبهارا

وتَعضُل – بالمُقلد – أن يُحاكي
يعودُ مقلدو الفضلى حَيارى

وكيف يُقاس مَن هزلوا بفضلى؟
قياسٌ يُورث النفسَ البوارا

وإحدى سبعةٍ – بالسلم - دانوا
وفي إسلامها اتخذتْ قرارا

وواجهتِ المخاطر والبلايا
وكان صمودُ همتها شِعارا

وذاقتْ – من بني مخزومَ - كأساً
بكل الكيد قد مُلِئتْ مَرارا

وعذبها العُتاة بكل بأس
فقد حملتْ قلوبُهمُ سُعارا

رحى التعذيب كم دارت عليها
فزادتها احتمالاً وابتشارا

على أيدي غِلاظٍ لم يُراعوا
قراباتٍ ، ولم يرعوا جوارا

أليست هذه ابنتكم ، وكانت
تُقاسمكم حياة والديارا؟

لماذا يا غثا هانت عليكم؟
لقد بات الذي جئتم شَنارا

وهل يُبدي الرجال قوى التحدي
على امرأةٍ فتشهر الاصطبارا؟

عجوز عظمها وهنت قواهُ
لها كِلتكم بحُمقكمُ الخسارا

وعُذب زوجُها وابنان ظلماً
فمَن للمستضام إذا استجارا؟

له المولى يرد قوى الطواغي
من الكفار ينتصر انتصارا

ومرّ نبينا والقوم هلكى
من التعذيب أورثهم صَغارا

فقال: الصبرُ ، والعُقبى جنانٌ
وإن (العدن) تنتظرُ الخِيارا

ومَوعدُنا هناك ، فلا تخافوا
وإن لنا مع الكفار ثارا

ألا يا آل ياسرَ لا تبالوا
وليس صمودكم أبداً يُبارى

ضربتم في الشجاعة خيرَ سهم
وكنتم قدوة ترعى الذمارا

أعود إلى (سُميّة) خير زوج
ومن أضحت بعزتها منارا

وخير شهيدةٍ في خير قرن
ونسبتنا لها أمست فخارا

لها ولأهلها المختارُ يدعو
بأنْ لا يدخلوا في الحشر نارا

تقبّلَ ربنا منهم جميعاً
وأورثنا الرشاد والادّكارا

© 2024 - موقع الشعر