سلوى! (أنقذ الله بها أباها) - أحمد علي سليمان

حنانيكِ يا دُرّة العائلة
ورفقاً بأهلكِ يا راحلة

هي التضحياتُ سقتكِ الردى
بكأس - من المنتهى - قاتلة

ومَن لي بوصف العطاء الذي
سبا الغادة البرّة الفاضلة؟

وللبذل - في جُودها - شِيمة
ألا بورك البذلُ والباذلة

وكم حِرتُ في وصف معروفها
وحارت مبادرتي الثاكلة

لكي ما أؤبّن مَن سَطرَتْ
بمِيتتها المجدَ في الآجلة

وللذكريات صدىً لاعجٌ
يُرَجّعُ أمجادها الحافلة

فذِكرى تغرّدُ في دارها
تعزي - بتغريدها - العائلة

وذِكرى تردّدُ أنشودة
وتلتاعُ خارجة داخلة

وذِكرى تبالغ في مَدحها
تُهوّن بالمِدحة النازلة

وذِكرى تؤبنُ (سلوى) التي
ثوتْ تنشدُ العِيشة الكاملة

وذِكرى تُشيِّع جُثمانها
إلى القبر في حُفرةٍ قاحلة

وذِكرى تُسَلي رفيقاتها
وتجعل إطرائها نافلة

وذِكرى تسامرُ أمّاً بكتْ
دموعاً - على فقدها - هاطلة

وذكرى تُداعب من شيّعوا
تصبّر بالطرفة القافلة

وذكرى تناصحُ جارتها
وتنذرُ غافية غافلة

وذكرى تناغي حبيباتها
مِن الفذة الحُرّة العاقلة

وذكرى تنوحُ على قبرها
وترجو لها الرحمة العاجلة

فرحمة ربي على غادةٍ
مُكَرّمةٍ - في الورى - باجلة

ويا ربنا اغفرْ لها ذنبها
وسامحْ مُوَقرة عاملة

© 2024 - موقع الشعر