زواج بلا ضوابط - أحمد علي سليمان

أيها المُحتال الذي كم تعدى
من حدودٍ ثم اعتدى ، واستبدا

تستحلُ الحرامَ دون اضطرارٍ
هل جعلت الأهواء – للشرع - نِدا؟

إن عيشاً - بدون دين - ضياعٌ
والذي قد أجاز هذا تردى

هل زواجٌ حقٌ بدون شروطٍ
إنما الشرعُ خط شرطاً وقيدا

فالوليّ يُعطى الولية إذناً
والوكيلُ الشرعيّ يحضرُ عَقدا

بعده دَورُ الشاهديْن تِباعاً
والصداقُ يُسديهِ زيدٌ لسُعدي

في لفيفٍ مِن الضيوف بعُرس
إن هذا أسمى سبيلاً وأهدى

دون رقص ، أو رنةٍ ، أو غِناءٍ
مَن يري حِلّ الأغنيات تعدّى

هل تزوجت مُستدلاً بشرع؟
أم جحدت الأحكامَ والدينَ جحدا؟

أسلمتك الحمقاء نفساً وعِرضاً
ثقة بالزوج الذى ساق وعدا

ثم أعطى الأمان قطعاً وجزماً
وعلى فصل القول عاهد عهدا

أن يكون التوثيق - للأمر - فوراً
أن يجدّ المقدامُ في الأمر جدا

لكنِ الزوجُ لم يُقِم أي وزن
لعهودٍ ، كلا ، وما رد ردا

ثم غالي في رميها بالتجني
وانزوى خلف الزيف والزور فردا

قال: لستُ زوجاً لهذي يقيناً
بل أزيدُ: سُحقاً لهذي ، وبُعدا

ما لها عندي من حقوق بتاتاً
إنما الزيف - بالحقائق - أودى

والأكاذيبُ لن تُبدّد حقاً
تستحق هذي - على الكِذب - جلدا

ناشدتْه الرحمنَ فيها ، وقالت
قد رزقتَ مني بناتٍ ووُلدا

فاصدق المولى واحترمْ دمع فضلى
لا تكن فيما تدّعي اليوم وغدا

أو فدعني أعطي القضاء دليلاً
واضحاً جداً ، إنني أتحدى

ثم دار التحقيقُ في كل لفظٍ
وادّعاءٍ ، إن التثبّت أجدى

فاستبانت حقيقة لا توارى
وانجلى خطبٌ يُضرمُ القلب وَقدا

واستعيدت كرامة كم أهينت
واستُبيحت لمّا الوطيسُ اشتدا

واستردّتْ أمٌ وزوجٌ حقوقاً
ثم صُدّ زوجٌ - عن الظلم - صدا

مثل هذا لم يُنصفِ الزوجَ يوماً
بل جبانٌ أعطى قليلاً وأكدى

© 2024 - موقع الشعر