زمان الحب - أحمد علي سليمان

يا زمان الحب شاركْني الهمومْ
واسمع القصة مِن عبدٍ ظلومْ

مُذ تزوّجنا شدَتْ أفراحُنا
وتمتعنا بألوان النعيم

وتسامرْنا بأطياف المُنى
واهتدينا للصراط المستقيم

وكأن الحب لم يشهدْ سوى
مستهامَين هما سعدٌ ورِيم

وعلى التقوى نما أولادُنا
وتغلبنا على كيد الخصوم

لكنِ الأحوالُ هذي لم تدمْ
ليستِ الدنيا على حال تدوم

وسوسَ الشيطانُ ، فانزاحَ الهنا
وتعيسُ الحظ أغواه الرجيم

أوقدَ النار فشبّتْ فِتنة
فاصطلى البيتُ ببلوى في الصميم

حيث طلقتُ التي كم أحسنتْ
وأعانتني على الدرب القويم

ودهى الأولادَ حزنٌ قاهرٌ
واعتراهم من لظى الكرب الوُجوم

لقنوني الدرسَ وهّاجَ السنا
أن فضل الأم - في الدار - عظيم

قلتُ: يا أبناءُ إني مخطئٌ
وأنا البادي على وجه العموم

وعليّ اليوم تصويب الخطا
عودة الأم ستجتث الغموم

ثم مَنّ الله إذ راجعتُها
جلّ شأنُ الخالق البر الرحيم

وتسابقنا - إلى البيت - معاً
وطرقنا الباب ، فانجابتْ هموم

واحتفى الأولادُ في اللقيا بنا
وتعاهدنا على الوصل الحميم

أيها اللوّامُ ما أحقرَكم
إنّ مَن يهوى التصافيْ لا يلوم

كلّ مَن يُكرمُ دوماً أهله
فهْو عند الله مِفضالٌ كريم

والذي دوماً يُدَني أهله
فهو مرذولٌ ومبغوضٌ لئيم

هكذا أوصى النبي المصطفى
قائلاً: يا ناسُ رفقاً بالحريم

وأنا أعلنتُ توبي عازماً
أنْ أصونَ الأهلَ والبيت الحشيم

يا زمان الحب حَذرْ مَن طغى
وارتأى التطليق حَلاً للكُلوم

أوصه بالحِلم في أفعاله
إنما يفلحُ في الطيش الحليم

واختلافُ الناس حَتمٌ لازمٌ
ليس يسمو فوقه إلا الحكيم

والطلاق اليوم أدمى جيلنا
وإذا بالدار أمست كالصريم

رب أنقذنا ، وأصلحْ شأننا
أنت بالسر وبالنجوى عليم

© 2024 - موقع الشعر