رفقاً رُدينة! (اعتذاري للزميلة ردينة الكايد) - أحمد علي سليمان

قبولُ العذر سمتُ أولي المعالي
وعارفة تزينُ ذوي الكمالِ

ونبلٌ لا يُضارَعُ أو يُسامى
وجودٌ في النِسا قبل الرجال

ومُنقبة تناءى الوصفُ عنها
وليس تصاغ في نص المقال

وإن (رُدَينة) ضربتْ مثالاً
فأنعمْ ، ثم أكرمْ بالمثال

وكانت آية في الحِلم تسبي
فِراسة ذي النجابة والحجال

إذ اصطبرتْ ، وآثرتِ التروّي
ولم تكُ في مَحَجّتها تُغالي

وخلفتِ السفيهَ يجرّ حمقاً
ويصمت واجماً خلف العِيال

وألقتْ غيظها في قعر جُب
بعيدٍ قاعه ، صعبِ المنال

وعفتْ عن مجاراة التدني
فباءتْ بالشرافة في النزال

ودَكّتْ فتنة بلغتْ مَداها
كمثل النار شبتْ بالجدال

وأجّجها جَهولٌ دون داع
وبالغ في الرّكاكة ، لم يبال

وكال مِن التطاول كل سوء
وأسرف في العناد على التوالي

ولم يكُ في الخصومة مستنيراً
بنور الهَدْي والسبع الطوال

فعاب (رُدَينة) ، وبغى عليها
وأوغلَ في السباب والابتذال

فهل ألفى أباه يذم قوماً
بلا حق ، ويُمعن في التعالي؟

أتخترعُ المبرّرَ دون جدوى
بأعذار لها ثقلُ الجبال؟

أتخدعُني بقولك: قد أهانت
ونالت بالمُزايدة الأهالي؟

وقلت: تجاوزتْ في النيل مني
وفاقتْ في الأذى حدّ احتمالي

وقلت: تناولتْ بالذمّ عِرضي
وأرسلتِ المَطاعن كالنبال

يمينَ الله لم تصدقْ بتاتاً
وهل حقٌ يَبينُ بالانفعال؟

لأن (رُدَينة) كظمتْ غيوظاً
وعنك عَفتْ تراقبُ ذا الجلال

رُدينة فاقبلي مني اعتذاري
وكُوني مثلَ ربّات المَعالي

وعندَ الله أجرُكِ ، صدّقيني
فجدّي في التسامح والوصال

© 2024 - موقع الشعر