رسائل! (تحية لمريم جميلة) - أحمد علي سليمان

هذه الرسائل تثري العِلم والأدبا
والحمد لله أن قد أصبحتْ كتبا

فيها من الخُلق الرفيع أعذبه
ومن وضوح الصوى ما يبعث الطربا

ومِن تعفّفِ مَن صاغت عبارتها
ما يستثير أريجَ الفأل والأربا

قد كنتِ يا (مريمَ التوحيد) رائدة
في حَبك نص يفوقُ الماسَ والذهبا

وكان عالِمنا في الردّ مدرسة
تا اللهِ ما دلس (الأستاذ) ، أو كذبا

بل خط ما قد حواه القلبُ في ثقةٍ
والصدقُ يخترمُ الشكوكَ والرّيبا

ومَن يُطالعْ يقلْ: بنتٌ ووالدها
هل كنتِ بنتاً وكان (المودوديُّ) أبا؟

تصارحين بما في النفس من شجن
وكل حرفٍ يُزيل الهمّ والنصَبا

وتكتبين - عن الأوضاع - ناقدة
وتسلكين إلى - دين الهُدى - سببا

وتقرئين - عن الإسلام - في نهم
ودمعُ عينيك - فوق المصحف - انسكبا

وتسألين بلا لوم ولا حرج
وإن في السؤل - يا أختَ الهُدى - لببا

وتذكرين الذي في الغرب من غصص
تذيقه الضنك والتدمير والنوبا

وكل قول تقوّيهِ أدلته
مما يؤججُ الاستغراب والعجبا

والرد أبلغ من أستاذ صحوتنا
إذ حاز سمتَ العُلا في فكره لقبا

لم يألُ جهداً ، ولم يكتمْ معارفه
بل جاد بالنصح للفتاة محتسبا

ونقح الوعظ والتبيين مُحتملاً
مَشقة البحث والتنظير والتعبا

لمّا تعقه عن التدوين عِلته
إذ عزمه بسنا إخلاصه اختضبا

وفي الجدال له حِلمٌ يُجَمّله
إذ لا يُجند - في جداله - الغضبا

وللعبارة في القرطاس رونقها
بلا مبالغةٍ ، سبحان من وهبا

وللأساليب إيحاءٌ يُميزها
وكل قلب إذا ما طالع انجذبا

ليرحَم الله شيخاً كان قدوتنا
ويحفظ الله أختاً حبُّها وجبا

© 2024 - موقع الشعر