ربة القلب الكبير - أحمد علي سليمان

يا ربة القلب الكبيرْ
جُوزيتِ بالخير الوفيرْ

وحباكِ ربك عفوهُ
والعفوُ مِن أرجى الأجور

مازال جودُكِ نابضاً
بحياة قلب لا تبور

أكبرتُ فعلكِ والوفا
فوصفتُ – بالشعر - الشعور

ولمستُ - فيكِ - سجية
ظهرتْ كما القمر المُنير

تسمو - بذاتكِ - في النسا
وأخصّ ربات الخدور

جادتْ يمينكِ ترتجي
مِن ربها العِوضَ الكبير

آلافكِ الخمسُ ازدهتْ
في كفّ صاحبة البُثور

وسَننتِ عاطر سُنةٍ
تغري الخواطرَ والضمير

والتضحيات كثيرة
وثوابُها أيضاً كثير

ما الصحبة المثلى إذا
لم تعطِ كالغيثِ الغزير

وتُغيث ملهوفاً ثوى
إذ لم يُعاينْ مَن يُجير

وتُعينُ فرداً عاجزاً
عدِمَ المُعينَ ، أو الظهير

وتُعيذ مَظلوماً همتْ
عيناه ، إذ فقدَ النصير؟

ما قيمة المال الذي
يُجنى على كرّ الدهور؟

ويبيت أضعافاً تُرى
في شكل أرصدةٍ ودور

لا يستفادُ بكنزه
أبداً ، ولا يُعطى الفقير

لا يستعانُ به على
تذليل مُعضلة الأمور؟

بل يُستغلّ جهالة
ليُعز أصحابَ الدثور

حيّاك ربكِ بَرة
وأنا - بفعلتكِ - الفخور

ها قد أسرتِ يراعتي
بعطائكِ الغضّ النضير

لا لم أبالغ لحظة
إن قلتُ: مُنقطعُ النظير

كالبحر جُدتِ رضية
فزرعتِ - في القلب - السرور

وبعثتِ آمالاً خبتْ
في روح فضلى تستجير

ومنحتها في كربها
حبلَ النجاة ، فلا تحور

وشفى الإله جراحَها
ومضى العذابُ المستطير

واستبشرتْ بشفائها
ثكلى تداهمُها الشرور

يا ربّة البذل اسعدي
بالخير يَحمِله البشير

والناسُ إن لم يشكروا
فكَفاكِ مولاكِ الشكور

© 2024 - موقع الشعر