درسٌ لكل ناشِز! قال العراف إيتني بشعرة من أسد - أحمد علي سليمان

أعجبتْها نصيحة العرّافِ
فاستجابتْ بكل قلب صافِ

واستكانتْ - له - بكل انكسارٍ
واستعزتْ بالاحترام الضافي

واستساغتْ أقواله دون شكٍ
إذ أتت بالإنقاذ والإسعاف

وارتأتْ - في تخريفه - ما تمنتْ
من قبيل الفتوى بالاستخفاف

ساءلتهُ عما تُعاني ، وتلقى
من حليل في غاية الإجحاف

لا يُقيم وزناً لدين بتاتاً
بل يَضيقُ ذرعاً به ، ويُجافي

واللسانُ - مِن كل خير - برئٌ
فالسِبابُ واللعن كالأسياف

واليدان - في البطش بالأهل ظلماً -
حَربتا غازٍ واضح الأهداف

والحياة – يا ويلتاه - جحيمٌ
والمَعاشُ مثلُ النقيع الزعاف

فأجاب العرّاف: لوذي بليثٍ
وانتِفي الشَعرَ دونما إسراف

لا تزيدي عن الثلاث ، وعُودي
كي ترَيْ أسرارَ الدواء الشافي

وأتيتِ الضِرغامَ دون احتراز
مِن لقاءٍ من شأنه أن تخافي

واشتريتِ لليثِ أصبى خروفٍ
كيف تُهدَى الآسادُ بعضَ خِراف؟

واحتملتِ اللقاءَ فيه المنايا
واحتفلتِ - في المُلتقى - بالتصافي

ثم راودتِ الليث ، يا للتحدّي
ونتفتِ الشعراتِ دون ارتجاف

ثم جئتِ العرّافَ دون اصطبار
إذ – لديه - الحُلولُ بالآلاف

فإذا بالعرّاف يرمي بصخر
عبقريّ الألفاظ والأوصاف

علّ بَلها تُلقي الهوى خلفَ ظهر
كي تعود للمستعان الكافي

إن تكوني روّضت ليثاً هصوراً
كاسراً يحيا في بعيد فياف

فالحليلُ المِسكين أولى بعطفٍ
كم حليل ينقادُ باستعطاف

كم يَلينُ بالرفق زوجٌ شقيٌ
نافضاً كفاً مِن سلوكٍ جاف

كم يَرقّ باللين زوجٌ عتيٌ
عاش يرجو بعضَ الحنان الدافي

كم بُييتٍ أقامه حب فضلى
ثم أضحى كالروضة المِئناف

والنشوز يغتال أحلى صفاءٍ
ويُزكّي نارَ العَدا والتجافي

لو أطعتِ وانصعتِ للزوج حُباً
واقتصدتِ في غير ما إسراف

لو تبعتِ الإسلامَ هدياً وسَمتاً
وامتثلتِ الطاعاتِ باستعفاف

لو عملتِ بالشرع في كل أمر
واقتفيتِ - حُباً - خطا الأسلاف

ما احترفتِ النشوز يُودي ببيتٍ
واحترافُ النشوز أخزى احتراف

ولمَا أغراكِ الغرورُ بكيدٍ
مُنتهاه الإتيانُ للعرّاف

يدّعي علم الغيب في كل شأن
هاتفاً بالتدجيل أعتى هتاف

مَن سِوى ربي يعلم الغيب؟ قولي
مَن يُداوي الأمراضَ غيرُ الكافي؟

© 2024 - موقع الشعر