حملٌ بين الذؤبان! (الأستاذ عبد الكريم علي) - أحمد علي سليمان

اهجُ المعلمَ كي يُرى مَذلولا
واضربْ دُفوفك ، واسبكِ التطبيلا

أضحى المعلم مُسخة لحُثالةٍ
هي في احتباك الإفكِ أكذبُ قِيلا

ولقد تزيد على الكُذيبة كِذبة
والكِذبُ أخبثُ عادة ومُيولا

هان المعلمُ في زمان جهالةٍ
فمضى يُصارعُ مُغرضاً وجهولا؟

يا ليت شِعري كيف ساءت حاله
حتى بكى دَوْراً له مغفولا؟

أو ليت شِعري كيف كابد ثاوياً
في الناس يدأبُ لاهثاً ومُجيلا؟

بين التلاميذ الألى لم يرحموا
حال المعلم مُذ غدا مَذلولا

وإدارة لمّا تؤدِ حُقوقه
كلا ، ولم تجز الجميلَ جَميلا

في حِصةٍ تاهت معالمُ دَربها
ولكل مَن حضروا بصائرُ حُولى

لم تتخذ لغة الحوار سَجيّة
بل كل غِر أشهر التدجيلا

مِن كل تلميذٍ بضاعته الهوى
في الكيد أشهرَ حُمقه الضِليلا

وتعقبوا الأستاذ في أقواله
كلٌ يُحَضر – في المتاهة - سُولا

خبثتْ نواياهم ، وأخفق سعيُهم
إذ بيّتوا – عند الجدال - ذحولا

نصبوا الشِباك ، ولم يُراعوا حُرمة
والمكرُ أمسى فاضحاً مَرذولا

وتظاهروا بالعلم يُضفي هالة
قدسية تستعجلُ المجهولا

أما المعلم فانبرى لجدالهم
وتلا – على طلابه - التنزيلا

ساق الأدلة مثل شمس أشرقتْ
ويحوز سَبقاً مَن يسوق دليلا

ومضى يزوّدُهم بوافر عِلمه
ويُزيلُ – بعد بيانه - التجهيلا

ما انفك يُثري بعضَ معلوماتهم
ليكون إثراءُ الخبير بديلا

لم يألُ جهداً في النصيحة ساقها
حتى ترشّد أنفساً وعُقولا

هو ما أراد سوى البيان لسائل
كيلا يناظر لا هثاً ومُجيلا

هو ما أراد سوى التبسّط مازحاً
بعبارةٍ ما جُمّلتْ تجميلا

حوتِ النكاتِ لكي تسليَ خاطراً
وتفيدَ مُعتكِرَ المِزاج جَهولا

لم يَدْر أن الدارسين ثعالبٌ
إذ أشعلوا – للعائدات - فتيلا

مكروا بأستاذٍ تعمّد نصحَهم
واستدرجوه ، وناولوه وُحولا

فانساق يَحسِبُهم ضحايا بيئةٍ
عدلتْ عن الحق المبين عُدولا

فرمى بدلو في النقاش على المَلا
ليكون ما هم أمّلوا تأميلا

نصبوا الشِباك ، فعرقلوا أستاذهم
فاحتار في أفعالهم مَذهولا

هو ما توقع أنهم خدمُ العِدا
وكبيرُهم أمسى الفتى المَرذولا

بك يا (ابنَ طرشان) غزتنا فتنة
وأبوك عنها أصبحَ المَسؤولا

والنذلُ (أرشد) والشقية أمه
إذ أوّلا ما قلته تأويلا

طعناك عن قصدٍ بأخبثِ خنجر
و(الدلو) مدّ يد الوشاية طولى

و(علاءُ) جاملهم ليخرج سالماً
عجباً لنذل يُتقنُ التمثيلا

بئس الإدارة أسندت لحفالةٍ
مَردتْ على حبْك الخداع طويلا

فغدا المعلمُ بين أخبثِ جَوقةٍ
لم تتبعْ هدي الرسول سبيلا

أفتتْ بلا علم ، وضلتْ ، واعتدتْ
ويدُ التجاوز في التخرّص طولى

وتوشّحتْ بالشائعات فلم تجدْ
للمُعضلات المُوبقات حُلولا

بين الذئاب غدوت يا (عبد الكري
م) تشفياً ، وتُرى عدمتَ بديلا

ظلموك إذ أخذوا القرارَ تعنتاً
وشفى كبيرُ المعتدين غليلا

وانصاعَ للتهديد ينصرُ باطلاً
بنذالةٍ ، هي - في القياس - الأولى

لم يسأل الشهداء ، لم يَستفتهم
لمّا يسلْ أهل المَشاهد سُولا

لم يتخذ لغة التفاهم مَنهجاً
حتى يُحَصّلَ حقه تحصيلا

لمّا يكنْ فيما أراد مُوفقاً
إذ غلّبَ التسفيه والتجهيلا

عبدَ الكريم رحلت تسبقك المُنى
وعسى تحقق – في الدنا - المَأمولا

ورعاك ربُ الناس خيرَ رعايةٍ
وجزاك خيراً يا صديقُ جزيلا

© 2024 - موقع الشعر