إفحامُ البُهت ببراءة المُحصنات الست - أحمد علي سليمان

بيانُ الحق أحلى المَكرُماتِ
ويحتاجُ البيانُ لتضحياتِ

وتجلية الحقيقة سَمتُ حُرٍ
يُجَلي للأنام الخافيات

ويسمو الشعرُ إذ يُنْجي بريئاً
تُجندله أباطيلُ الغواة

وكم عِرض تعقبَه الخزايا
وحاكوا عنه أخزى المنكرات

ودَسّوا عنه تزييفاً وإفكاً
وساقوا زورَهم والترّهات

وكم نِيلتْ بألسنةٍ ضحايا
بأفجر ما يُقالُ من النكات

وبعضُ القول يرفعُ في جنان
ففي الرضوان قيلَ بلا أناة

وبعضُ القول يُهوي في جحيم
ففي السخط استُسيغ ، وفي الأذاة

وكم قِيلتْ إشاعاتٌ ، وراجتْ
وكم قرّ الضلالُ بالافتئات

وكم وُئدتْ حقائقُ بالتجني
وكم طعنتْ بسيف الشائعات

و(مريمُ) عن لظى البُهتان ندّتْ
فتلك من النساء المُحْصَنات

وبرّأها المليكُ من التدني
بآيات الكتاب البينات

وكان الواحد الحق اصطفاها
على كل النساء الطيبات

وطهّرها المهيمنُ ، واجتباها
لتُصبح من خِيار الأمهات

ونوديتِ اقنتي لله طوعاً
وكوني في عِداد الراكعات

حَصانٌ أنتِ طاهرة رَزانٌ
وتاجٌ أنتِ بين الطاهرات

وبشّرها الإلهُ بالابن (عيسى)
فكانت تلك أندى البُشريات

ومعجزةً نبشّ لها احتراماً
وكم في (مريم) من معجزات

ونحن نُجلها ، ونُجل (عيسى)
نبياً مِن أولي العزم التقاة

فذي صِديقة سَمتاً وهدياً
وخصتْ بالهُدى والمَكرُمات

ويلعنُ ربنا مَن نال منها
ووصّفها بأشقى المُوبقات

ويلعنُ ربنا مَن ذم (عيسى)
وروّجَ عنه مَرذولَ الصفات

يمينَ الله هم قومٌ لئامٌ
وليس للؤم عِير مِن ثبات

وثانية النسا أسمى الولايا
مثالُ المسلمات الفضليات

و(عائشة) عَنيتُ بلا مِراءٍ
لقد ظلِمتْ بهرطقة العُتاة

لقد كالوا الأذي عنها ، وغالوا
وباؤوا بالدعاوى المُحْدثات

وبرّأها الإلهُ بنص آي
من القرآن تُقرأ واضحات

وباء بلعنة المولى أناسٌ
فقد جاؤوا فِرىً وخُزعبلات

وأحسنَ مَن أناب ، ولم يُغالط
له غفرَ الرحيمُ السيئات

ونحن نحب (عائشة) ، ونتلو
مدى الأيام مَصدوق العِظات

ونقرأ سورة (النور) احتساباً
ففيها النصر يُخرسُ كل عات

وثالثة النسا (هندٌ) ، وهذي
من المُستبسلات المُحسنات

أيا(ابنة عُتبةٍ) حُزتِ السجايا
وتصدقُ فيك أقوالُ الرواة

ومُحصنة حَييتِ بدون شكٍ
مِثالَ الطائعات المُخبتات

ولمّا تقربي فَحْشاً يُدسي
وكم يُزري الزنا بالصالحات

وقبل السِلم ما أفحشتِ يوماً
وفي الأسفار أقوالُ الثقات

فهل بعد الرشاد يكون هذا؟
أريدُ إجابة الهمج الطغاة

إذا عُرفتْ فلانة بالتزاني
سيبقى الصِيتُ من بعد الحياة

وإن عُرفتْ فلانة بالتسامي
عن الفحشا ستظفرُ بالنجاة

و(هندٌ بنت عُتبة) لم تُقارفْ
فجوراً ، شأنَ كل الفاجرات

لماذا يطعنُ الأعداءُ فيها
ويخترعون أنكى البينات؟

وهل تاريخها خافٍ علينا؟
فتعساً للدجاجلة الغفاة

يظنون الأنامَ مُصدّقيهم
ومَن يُصغي لشرذمة الحُواة؟

هو التاريخ يرميكم بسهم
يفوقُ إذا رُمِيْ رَمْيَ الرماة

ورابعة العقائل (أم عمْرو)
ومَن سُبيتْ ، وبيعتْ للشراة

وليس الأمرُ مشتبهاً ، ولكنْ
يُثيرُ الشبهة الرعناءَ عاتي

رعى الرحمن سُمعة (أم عَمْر)
فقد سُلِقتْ بألسنة الجُناة

وكانوا في الخصومة شر قوم
ف (سلمى) في عِداد المارقات

أيا (ابنة حَرمَل) يفديك شعرٌ
يُفندُ كِذبَ أوغادٍ عُتاة

و(عَمْرٌ) مِن مَزاعمهم بَراءٌ
أبوهُ (العاص) مِن عُرب أباة

ونوقشتِ القضية مِن قديم
فهل لاذ التخرّصُ بالسكات؟

وخامسة النسا (مَيسونُ) ، قالوا:
زنتْ سِراً مع العبد المُواتي

وجاء ابنُ الوضيعة مِن سِفاح
وعيش قد توشح بالممات

وشوهتِ الشريفة وسط قوم
رمَوْها بالأذى والمُخزيات

ولكن الحقيقة لا تُوارى
ولا تحتاجُ أي مقدمات

وأخرجها المهيمنُ للبرايا
وإن العصرَ عصرُ التقنيات

هي الأسفارُ تحوي كل حق
وتنفي كل سُوآى مُدّعاة

وعن (ميسونَ) يا كم من دفاع
يصد هوى النفوس المغرضات

وسادسة النساء بغوا عليها
بلا حق ببعض تنقصات

فآمنة من التزييف سُلتْ
وكانت في عِداد العابدات

أيا (ابنة عَلقم) حياك ربي
وقدْرُكِ ماكثٌ في عمق ذاتي

وأنتِ بريئة من إفكٍ قوم
يُثيرُ لدى الكِرام توجعات

و(مروانٌ) أراهُ كذا بريئاً
مِن التضليل في سِفر الخواة

(أبو سفيانً) يا قومي برئٌ
مِن البُهتان في كُتْب الغواة

بغيظٍ فليمتْ أهلُ التداجي
حياة القوم أشبهُ بالممات

وأشرُفُ أنْ قصيدي ذا دفاعٌ
مبينٌ عن نساءٍ مُحصنات

فيا رب الأنام اقبلْ قصيدي
وحققْ يا مهيمنُ أمنياتي

© 2024 - موقع الشعر