حجة مكتوبة! (تصدق الطبيب وعوضه الله) - أحمد علي سليمان

نفسُ جودي بالحمد في كل خطبِ
واشفعي التقوى عن خشوع بتوبِ

واذكري حَجّاً فاتني باختياري
بل يقيناً هذي إرادة ربي

إن ربي لما يشاء قديرٌ
والمقاديرُ صُنعه دون ريب

إن يشأ فالأقدارُ تأتي تِباعاً
ليس أمرٌ – على المليك – بصعب

إنني قد نذرتُ مالي لحَجي
كي أحجّ من حُر مالي وكسبي

والألوفُ تمَّتْ ، وتكفي لحَجِّي
كي أرى حُلماً كان يسكن قلبي

من عقودٍ مرَّتْ كمثل قرون
وأنا أسعى كي أحقق إربي

فابتليتُ بالطفل يخلعُ قلبي
بأنين يأوي لغوثٍ وطب

فانتويتُ أن أخدم الطفل جهدي
مُدلياً دَلوي مُخرجاً ما بقلبي

قد مددتُ كف العطاء احتساباً
كي يزول - عن صاحبي - شر خطب

عندما المستشفى قلتْه بعيداً
فاحتواني همِّي وغمِّي وكربي

أعلنتها: بالمال أفتح بابي
والفقيرُ المعوذ لا يأتِ صوبي

قلتُ: كلا ، علاجُه بنقودي
مع تقديري واحترامي وحبي

ليس حَجي مما يعاني بأولى
ومداواة الطفل والله حسبي

وإذا بالمدير يقصدُ حجاً
ويقول: أرجو رفيقاً بجنبي

وإذا بالرفيق يُبدي اعتذاراً
فيقول المديرُ: قد طال دربي

ثم أوصى تخيّروا لي رفيقاً
وعليَّ الإنفاق في خير ركب

قِيل عني: تصدّق اليوم طوْعاً
وهْو أولى من أي خل وترب

فاصطفاني المديرُ من دون غيري
بقرار فصل ورأي عذب

قلتُ: مرحى بمن يُحقق حُلمي
قبل أن أمْنى - في حياتي - بشيب

يا مديري رفقاً بأهل البلايا
ليس فقرُ الإنسان يوماً بعيب

فارحم الطفل ، واحتسبْ وتحملْ
حيث قال: الله المهيمن حسبي

© 2024 - موقع الشعر