جلباب الرحيق - أحمد علي سليمان

يا زهرة تبكي النسيمْ
جوزيتِ بالخير العميمْ

ورُويتِ من أرج الهُدى
ووُقيتِ نزغاتِ الرجيم

صبراً ، فإنك والحِمى
كبشُ الفدا عبر الوُجوم

قد كان يحدوك الصبا
واليوم غطتك الهموم

حتى الرحيق ترهلتْ
أهدابُه وسْط الغيوم

والجو أمسى ظلمة
والعز - كلا - لا يدوم

سِيمَ الصبا سوءَ الأذى
أخذ المهيمنُ مَن يسوم

والكأس أحرقه اللظى
أودت به الريحُ العقيم

حتى تضعضع مَيْسمٌ
وبكتْ على العطر النجوم

وتمرق الأرج الذي
ذهبتْ برونقه السُدوم

يا سوأتي مما أرى
ألمٌ تغطى بالكُلوم

لكنما نفح الشذى
في جوف زهرتنا عميم

والشوك جافٍ حولها
مهما تقنّع بالرجوم

فلسوف يَغلب ريثما
يقوى لذا الجيل القويم

ويزول هزلٌ ، والهوى
ويسود حقٌ مستقيم

من أجل ذلك صدّقي
يا زهرتي قلمي الكليم

يوماً يعود لنا الحمى
ونعيش في ظل النعيم

من أجل ذلك هَدّئي
مِن روْع قلب مستديم

أنتِ الضياء بعالم
مِن حمقه عبدَ الهشيم

ومضى يؤله ظله
فإلى متى نبكي النسيم؟

لا يستحق بكاءنا
قومٌ يُحبون الزعوم

© 2024 - موقع الشعر