ثم قست قلوبكم - أحمد علي سليمان

ليت شعري ، كيف استكانتْ قلوبُ
للتدني حتى محتْها الخطوبُ؟

أوغلتْ في التيه المَقيتِ ، فزلتْ
واستبدتْ لمَّا طوتها الدروب

واستفاقتْ على ضياع مُناها
واعتلاها الوهمُ البهيمُ الرهيب

لم تراجع قرآنها ، فتُزكى
ويحها ، عن عصيانها لا تتوب

يا قلوباً إيمانها - اليوم - يُزوى
وسناها - في الموبقات - يذوب

أكثري الاستغفار ، ثم أنيبي
يَفسُد القلبُ عندما لا يُنيب

كل قلب تطفو عليه ذنوبٌ
والذكي من لم تمتْه الذنوب

كل قلب مُعَرَّضٌ لافتتان
والسقيم من ينزوي ، ويخيب

إنما يقسو القلب حين يُدَسَّى
وثبات القلوب شيءٌ عجيب

وتردّي القلوب يُورث ذلاً
وافتتانُ القلوب جدُّ رَعيب

ولهذا أدعو بتثبيت قلبي
لأراه - في الصالحات - يجوب

كي يكون - فوق المنايا - هُماماً
بئس قلبٌ تطفي سناه الخطوب

هكذا الإيمان العميق سِياجٌ
حول قلب تعاورته الحروب

طاعة الله تمنح القلب عزاً
شمسُه ليست يعتريها المغيب

ثبتَ الله كل قلب تقي
إن ربي هو السميع القريب

© 2024 - موقع الشعر