ترانيم من وحي العيد - أحمد علي سليمان

وعيدٍ أتانا بالدجُناتِ يلهَجُ
فأين تولى فرْحٌ عيدٍ ومَبْهَجُ؟

جراحٌ وآلامٌ وسُحقٌ ومحنة
وهجمة غرب ما له قط منهج

ومحقُ ديار ، أهلها لم يُعربدوا
كما عربد الغربُ الكفورُ المُهَرّج

وتشريدُ أطفال ، وهدْمُ مدائن
ألا إنما الغربُ الصليبيُ أهوج

وحرقُ زروع أبهجتنا ثمارها
يُنوعتها من طلعة الصبح أبلج

وفتنة صِيدٍ عن تعاليم دينهم
ونيرانها في كل صُقع تأجج

وجيل - من الهيجاء - فرّ تخوفاً
فأمسى بقايا بالدما تتضرج

ألا أيها الجيلُ المُعَنّى ألا انتبهْ!
لمَا أنت فيه البيضُ والخيلُ تسرَج

فجابهْ عدواً كيدُه اليومَ عارمٌ
قد اقتحم الهيجا ، وأمسى يُعَجعِج

ألا تستحْيي أن يأسر القومَ مُشركٌ؟
أو ان يغتصب النسوانَ علجٌ مُغنج؟

ألا إن يوم العيد يُشرق فجره
إذا أنتمُ ثرتم ، ولم تتحرجوا

وكنتُ أريد العيد فرْحاً وبهجة
ومُتعة قلب - في الدجُنات - يَرهج

وعذبُ تحايا وانطلاقٌ ورحمة
وذكري وتذكيرٌ وشعرٌ مُدَبّج

ولكنْ ترانيم الأسى خلفتْ جوىً
وحزني بحبري والقراطيس يُمْزج

لأني صريحٌ واقعيٌ منافحٌ
ويكرهني الشعر الكذوبُ المدبلج

© 2024 - موقع الشعر