بين الطالب ومعلميه - أحمد علي سليمان

جُوزيتمُ الخيرَ ، أنتم خيرُ من عملوا
رغم العناء ، وأنتم خيرُ مَن بذلوا

أرشدتموني إلى الخيور جامعة
وفيكمُ انعقد الطموحُ والأمل

فكم تحمّلتمُ الأعباءَ ما رحمتْ
ضعفاً ، ولا غربة ناءت بمن رحلوا

وكم صبرتم على مَرير تجربتي
في العلم أطلبه أصدّ مَن جهلوا

وكم أجبتم على غريب أسئلتي
فزالتِ الشبَهُ الرعناء والعِلل

وكم تجاهلتمُ الزلاتِ سبّبها
جهلي حقوقَ الألى لرفعتي عملوا

وكم نصحتم بلا كلٍ ولا مللٍ
حتى استغاث – من النصيحة – المَلل

وكم رسمتم ليَ الدروب واضحة
من بعدما استشكلتْ أماميَ السبل

هناك في (الجرف) صرحٌ لا يُضارعُه
صرحٌ به في التحدي يُضربُ المثل

عجمانُ توقنُ أني لا أجاملكم
شأنَ الذين – من التدشين – ما خجلوا

وإن (مدرستي الوطنية) انتصرتْ
نصراً يُنبّهُ مَن – عن سَمتها - غفلوا

وحولها هوتِ الصروحُ مُعلنة
سقوطها ، وهوى الشِعارُ والطلل

بفضل ربي أتى النجاحُ مرتدياً
ثوبَ الكرامة ما (البشوتُ)؟ ما الحُلل؟

ولستُ أنكرُ ما أسدى أساتذتي
مِن العطاء به الأصقاعُ تحتفل

واليومَ في حفلنا أبدي مباركتي
وبالدعاء لهم بالخير أبتهل

يا قوم هذا الدعا فأمّنوا ، وثقوا
في نصر مَن كلنا – عليه - نتكل

ربّاه بالخير جُدْ على أساتذتي
إني أراهم ببذل الخير ما بخلوا

رباه واشمل بعز منك مدرستي
إني لأمرك يا رحمن أمتثل

يا رب قلت لنا: ادعوني ، ولا تهنوا
يا من تجيب دعا قوم إذا سألوا

وليس أصدقَ من رب الورى أحدٌ
لذا فإني الدعا إليه أرتجل

********************
********************

رعاكَ ربك يا ذا المخلصُ البطلُ
ونِلت ما تشتهي يا أيها الوَجلُ

وخصّك اللهُ بالتوفيق ، أنت لهُ
أهلٌ ، وسعيُك – بالإيمان - مكتمل

وعشت ما عشت في جُلى ومَكرُمةٍ
وصحّ منك الصُوى والقولُ والعمل

وحُزت بين بني الإنسان منزلة
لها - برغم الضنا - بين الورى ثِقل

نراك تشكرنا على رسالتنا
إنا – من العلم – يا تلميذنا رُسُل

فهل على واجب شكرٌ لتبذله؟
وتلك مسألة يُزري بها الجدل

إنا بذلنا الذي اسطعناه تكرمة
وعند ربك ما نسدي ونحتمل

ونحن ماضون ، والذكرى فباقية
وعند ربك رزقُ العبد والأجل

نوصيك داومْ على جُهدٍ عُرفت به
فلا يصدنْك عن هذا المَضا حِوَل

فارقتنا يا فتىً نأسى لفرقته
والدمعُ من كل عين بات ينهمل

يا سعدَ مدرسةٍ تكون طالبها
لقد يطيبُ لك التحويلُ والنقل

لكنّ ذكراكَ صدقاً لن تفارقنا
أبئسْ بسِتر على الأحباب ينسدل

ألم تر الزملا تسبي زيارتهم
عيونَ مَن يرصُدُ اللقيا فينذهل

كلٌ يزورُ فتشجينا زيارته
مضى صبياً مضى ، فإذ به رجل

نوصيك زرنا ، ولا تنكأ جراحتنا
فليس جرحُ النوى في التو يندمل

إنا على العهد والتوديع موعدنا
وباللقاء سرورُ النفس يكتمل

نوصيك فاحرص على احترام من خلفوا
عليك في رحلة التعليم ، واعتدلوا

مُعلموكَ ، فكن مِرسالَ تربيةٍ
حتى يقولوا: لقد ربّوا ، لقد بذلوا

وقاك ربك ما نحياه من محن
فيها تساوى شهيُ التمر والدقل

واللهَ نسألُ أن تعيشَ مُحترِماً
شأنَ المعلم والتعليم ، يا بطل

© 2024 - موقع الشعر