بل حرامٌ يا مرتزق - أحمد علي سليمان

ألا إن ارتزاقك مسترتبُ
وليس له - من التقوى - نصيبُ

جرئٌ أنت في كيل التجني
بأسلوب تشيّعُه الذنوب

وترتجلُ التطاولَ بافتعال
فيندلعُ التخاصمُ والحروب

وبالتحريف تُطلق شرّ فتيا
وفي يُمناك – للاحي - عسيب

فهل صادرت حُريّات قوم
لذلك ما استطاعوا أن يَعيبوا؟

وهل كممت أفواهاً تُجَلي
هراءك أيها الخِب الكذوب؟

وهل أشهرت ثرثرة التحدي
لتُقنع مَن لهزلك يستجيب؟

رويدك ، لا تبعْ ديناً بدينا
وهل يرضى بما تهذي اللبيب؟

ولا تغررك دنيا سوف تفنى
أتبكيها كما يبكي الرقوب؟

وتبْ يا صاح مما قلت ، واندمْ
فإن الله يقبلُ مَن يتوب

أبالإسلام ترتزقُ احتيالاً
بفتوى تقشعرّ لها القلوب؟

وتحريمُ الغناء له دليلٌ
بآياتٍ تلاوتها تطيب

وأخبار عن المختار تترى
بها يستبشرُ القلبُ الكئيب

وكيف رأيت خيراً في الأغاني
لتُفتيَ بالإباحة يا خطيب؟

أليست تنشر الفحشا جهاراً؟
وبالأنغام تفتتن الشعوب

وترشدُ للرذائل والدنايا
وبالألحان يستعرُ اللهيب

وتأتي تُطلق الفتوى جُزافاً
أتحسبُ أنه غاب الرقيب؟

ستلقى الله يوم الحشر فرداً
ووجهك سوف يغشاه الشحوب

ويفضحُك المهيمنُ في البرايا
ويخنقك التفجّعُ والنحيب

فبادرْ بالمثوبة ، واغتنمها
وما اسْتويا المُفرَّط والمُنيب

© 2024 - موقع الشعر