بشراكِ يا منيرة الدوسري! (على كتابها عن القرآن) - أحمد علي سليمان

تحيتي صاغها الفؤادُ أشعارا
لكي تظل - مَدى الأيام - تذكارا

أجِلُّ أهل كتاب الله ، أغبطهم
وأكْبِر العلماء الصّيد إكبارا

وكم أهيمُ بما خطوه من دُرر
منها تفيض دموعُ العين أنهارا

وكم أرجّعُ في الأسحار ما ذكروا
حتى أجمّل بالترجيع أسحارا

وكم أطالعُ في سِر وفي علن
حتى أبارك بالقراءة الدارا

وكم أكرّر أرجو فهمَ غامضة
وأشْهر العِلم - مثلَ السيف - إشهارا

وللمنيرة - في التفسير - مدرسة
إذ أبحرتْ - في بحار العلم - إبحارا

وأخرجتْ سِفرها كالشمس ساطعة
يشِع - في لجج الظلماء - أنوارا

يهدي الحيارى لمَا يُزيل حَيْرتهم
ويُلهمُ الناسَ آراءً وأفكارا

ويُخرجُ العقلَ مِن تيهٍ يُجندله
وعنه يدفعُ أخلاطاً وأوضارا

والدوسرية في إخراجه اجتهدتْ
حتى احتوى - مِن لباب العلم - أسرارا

وضمنته أحاديثاً لها أرجٌ
وخللتْ رَوضه ورداً وأزهارا

ونقحته لكي يرتاح قارئه
وأوردتْ فيهِ أنباءً وآثارا

وخرّجتْ كل ما خطته مِن خبر
وقلّ مَن خرجوا رؤىً وأخبارا

وحققتْ كل ما احتاجت مباحثها
حتى احتوى السِفرُ في التحقيق أسفارا

ودققت لفظه لمن يُطالعه
حتى سبا أمماً تتلو وسُمّارا

وسخّر الله مَن أقال عثرتها
مِن المغاوير أعواناً وأنصارا

كلٌّ يُعينُ بجهدٍ لا حدود له
وأثمر الجهد - في الإخراج - أثمارا

منيرة الخير حُزتِ المجدَ أجمعَه
وكنتِ أعذرتِ – للرحمن - إعذارا

جُزيت خيراً على سِفر يُبصّرنا
إذ احتوى النورَ - للآنام - مغزارا

© 2024 - موقع الشعر