بداية الطريق - أحمد علي سليمان

خانك التقدير يا أقوى بطلْ
فارحم القلب ، كفانا ما حصلْ

لم تكن أجرمتَ في حق الورى
لم يكن همّك تضخيمَ العلل

لم تكن تعشق إهدار القوى
لم تكن تهوى متاهاتِ الجدل

أنت ما فرقت شملاً لمّه
خلقٌ يُعْلي وتقوى وعمل

أنت أحسنت لقوم أنكروا
كل ما قدمتَ من جهد المقل

هم أرادوك على ما خططوا
وعن الأفذاذ لا يَرضى السفل

فانأ عنهم ، لا تخالط طغمة
أو فجاهدْهم ، وصابرْ ، واحتمل

سوف لن تقوى عليهم ، فابتعد
ربما في البعد إصلاحُ الخلل

وتجنبهم ، فهم شر الورى
واختر الدرب ، وخف عُقبى الزلل

واحتسب كل الذي جادت به
كف شهم ، جوده أضحى المَثل

سوف لم تعدِم درباً صافياً
قد خلا من كل ألوان الدجل

وأنْأ على ماض جحيمٌ ذكرُه
لم تخوّن فيه أربابَ الدغل

بل أمِنتَ الكل مَهما بددوا
واحترمت البُله مِن أهل الخطل

فالتمسْ فيما تأتّي عبرة
واستعن بالله ، واصمد يا رجل

© 2024 - موقع الشعر