إنا كفيناك المستهزئين - في الإشادة بمحمد شاكر - أحمد علي سليمان

رجّعْ نشيدك في القطيع الشاردِ
وامزجه باللحن الرطيب الخالدِ

واجهر بصوت لم يُهادن لحظة
وارو القصيدة بالأداء الصامد

لم تتخذ لغة تجامل من طغى
فاصفع بكل الحق صولة حاقد

نافحتَ وحدك رغم بأس مَن اعتدى
فرآك كل الناس أفضل ذائد

وفجَرْت يَنبوع الحقيقة صائلاً
ولذا انتصرت على السفيه الحاقد

لم تخش بأس أولي العلوّ وحزبهم
إذ أنت عبدٌ للمليك الواحد

والله وفقهم لطاعة ما ترى
سبحان ربك مِن قدير ماجد

جبَلَ النفوس على الإطاعة والهوى
شتان بين مُخذل ومجاهد

منح العزائم: تلك تعبد ربها
وعزيمة تحيا بفقهٍ حائد

لمّا صدقتَ مع المليك بك اهتدوا
لم يستجب قوم لمثل الراشد

وعلى سبيلك سار شبلك (أحمد)
إذ إنه - في العلم - أصدق رائد

وأخوه (محمود) توشح بالهُدى
فليرحم الرحمنُ أكرم والد

إني لأحسبكم طليعة جيلنا
والعلم في الأسفار تطبع شاهدي

وعلى الإله الحق لستُ مزكياً
أحداً ، وهذا سمتُ كل قصائدي

يا آل شاكر ، يا مصابيح الدجى
يا من قصمتم كيد كل معاند

يا من أبنتم مِن حديث المصطفي
وكذاك فصّلتم بهيج عقائد

يا من كتاب الله بارك سعيَكم
في (عُمدة التفسير) خيرُ فرائد

يا آل شاكر ، حبكم قربى إلى
رب الخلائق ذي الجلال الواجد

وعليّ هذا الحب دَيْنٌ عاجلٌ
ووفاؤه بالشعر يَكبت حاسدي

أنا لستُ أملك غير شعري عُدة
هذي القصائد صُحبتي وخرائدي

فتقبلوا مني القريض مضمّخاً
بالياسمين على شهيِّ موائدي

© 2024 - موقع الشعر