أميرة القلب - أحمد علي سليمان

أميرة القلب: أمسى القلبُ مَتَّهما
تَعقَّد الحالُ ، أضحى يشتكي البَكَما

وعربد البغي في دار لنا رتعتْ
وزغرد الحَيفُ ، لمّا أُركبَ الصَّنما

وكل ذي بدعةٍ في القوم مُحترَمٌ
وليس ذو سُنةٍ في القوم محترما

دنيا (أبي لهب) سادتْ وشرعتُهُ
وقُوِّضَ المجدُ ، أضحتْ سُوحُه ظُلَما

وحُورب الخير ، في سِر وفي علن
وحُطم الهَدْيُ ، أمسى خَطبُه عَمما

أميرةَ القلب: خانتني مُخيّلتي
وسجَّلَ الحزن في تضليلها رقما

رأيتْ أفذاذنا في الغي قد ضربوا
وخيّبوا الظن مذ أن أصبحوا أكما

ما بين مستشعر يبكي عشيقته
ووالهٍ في الورى يستنطق العَدما

في يوم زينتهم قد سطر الخُطبا
يا ويح مستهتر قد عذب القلما

طوى الحقيقة في القرطاس مجترئاً
ودمّر العز والإقدام والهِمما

أميرةَ القلب: نارٌ ذِلتي ودمٌ
وعزة الحُر ليستْ تعرف السأما

وعزمة المؤمن المِقدام ماضية
تُضمد الجُرح والأشلاءَ والسقما

وهِمة المسلم المِعطاء سامقة
تُداعب الأفقَ والجوزاءَ والقِمما

ليست تُصارع بين الناس درهمها
تعيش تحفظ بأس الدين والقيما

تخافُ رب الورى مما جنته يدٌ
وتنقُد الذل والإفلاس والغنما

أميرة القلب: إن الشعر موعدُنا
نَرَجَّعُ البيت تلو البيت والنغما

ونقرأ الآيَ تلو الآي في ثِقةٍ
ليبرأ القلب ، لا نلقاه مُتهما

نستنشقُ النورَ والإشراق عن كَثَب
ونبصرُ الكون في الأوهام مضطرما

نسعى لغايتنا ، وغيرنا رتعوا
في التيه ، إذ أصبح الإفلاسُ مغتنَما

أميرةَ القلب: في البَلقان محنتُنا
والأمر أضحى جليّا ليسَ منكتما

يُريدها الغربُ للقطعان مَزبلةً
مِن أجل هذا بها قد عَدَّد النِّقَما

ونحن في نومنا ، بتنا يؤرجحُنا
ذلُ الطريق ونخشى الموت والعَجَما

قضيةٌ لا ترى عَدلاً يُناقشها
والظالمُ النذلُ قد أمسى بها حَكَما

كيف السبيل ولا عدلٌ يناصرها؟
بالله قد أصبحت تستصرخ الأمما

أميرةّ القلب: صار الهَديُ مرتزَقاً
وآكلٌ بالهُدى يستهجن الحُرُما

تلقاه منفلتاً من كل آصرةٍ
وراء درهمه يسعى له قُدُما

والآي تُقرأ ، لكن للدراهم ، لا
نلقى مُرتلها للنص قد فهما

يُضفي التبتل للطاغوت واجهة
ويسحب الأمر في ميزانه لمما

تلقى الحناجرَ بالتوحيد صادحة
وهْي المباعة ، ليس الأمر منبهما

أميرةَ القلب: ماتت كل أخيلتي
وودّع القلب من أعماقه الشيما

وعذّب النفسَ لومٌ ، لا يفارقها
وإنّ في آهتي يا فتنتي ندما

دهى الفؤادَ شقاءٌ لا حدود له
وشِقوةُ القلب في الدنيا غدت قِسما

وحدي أعذَّب ، ثم الناس في دعة
وإن في لفظتي مما أرى ألما

قد غُيِّبَ الشرعُ ، والفئامُ راضية
وإن في الغيْب يا أقوامنا حُمَمَا

© 2024 - موقع الشعر