امرأتان من صعيد مصر! (هاجر ومارية القبطية) - أحمد علي سليمان

نقاءٌ في الخليقة والرشادِ
وطهرٌ في السريرة والنِجادِ

وعِزٌ في المكانة والبرايا
ومجدٌ عمّ أرجاء البلاد

(فهاجرُ) بالخليل غدتْ مَناراً
وقدوة مَن أناب مِن العِباد

وذي (مارية) عزتْ ، وجلتْ
بأحمدَ خير مبعوثٍ وهاد

ومَن تكُ زوجة لنبي خير
وصدّقتِ النبوة باجتهاد

فقد وطئتْ سنامَ المجد فخراً
لأن الزوج – للتقوى - ينادي

وهل - بعد النبوة - مِن سموٍ؟
وهل - بعد الرسالة - مِن رشاد؟

لقد شرُف الصعيد بغادتيْهِ!
وبالتشريف قد شهد الأعادي

فهاجر آمنتْ بالله طوعاً
وخاضت بعضَ ألوان الجهاد

وسارة للحنيفة قد دعتها
وتقوى الله باتت خير زاد

وأصبحت (الأميرة) رغم أسْر
تندد بالفراعن والفساد

وتُظهر دينها في ساح سجن
ولا تخش العقاب ، أو العوادي

وتدعو الله في سر وجهر
وفي ملأ ، وبعدُ على انفراد

وعبر الليل تدمعُ مقلتاها
وبات مُحرَّما طعم الرقاد

ويأتي - من مليك الناس - غوْث
بليل قد توشّح بالسواد

فتصحب سارة وبأمر طاغ
فقد طلبتْ ، وباءت بالمراد

وباتت - للخليل الشهم - زوجاً
وأسكنها الخليل بخير واد

وإسماعيل أمسى خير عوْن
والابنَ البرّ من أزكى العِماد

فأخوال الأعارب من صعيدٍ
وللأخوال - في الرحِم - الأيادي

وللماريّة العصماء قدْرٌ
فقد حظيتْ بعاطفة الوداد

فقد كان النبي بها رحيماً
لغربتها على أهل البلاد

وأكرمها ، وأسكنها (العوالي)
ببيتٍ قد سَما بين الوهاد

كفى أهلُ الصعيد بذاك فخراً
ومجداً في القبائل والنوادي

وعِزاً - في المناقب - لا يُباري
وصِيتاً في الحواضر والبوادي

فأصهارُ الخليل أجلّ شأناً
ونحن اليوم نفخر بامتداد

وأصهار الحبيب أعز قدراً
وإن لنا - بذا - بعضَ اعتداد

وإن نأت الديار ، فنحن أهلُ
للؤلؤتين ، والإطراءُ باد

فلؤلؤة بمكة قد أقامت
وآذنها الخليل بالابتعاد

ولؤلؤة بطيبة قد أقامت
وبعض الأهل في بَركِ الغِماد

على كلٍّ سَلامُ الله دوماً
فهم - والله - مِن خير العِباد

© 2024 - موقع الشعر