إلى حفيدي تميم أبي رقية - أحمد علي سليمان

جُدْ علينا - يا شعرُ - بالمَكرُماتِ
وانتق الوزنَ ، والفرائدَ هاتِ

وابذل الجهد في اصطفاء المعاني
كي تزف الأشواق والبُشريات

إن هذا (أبو رقية) فاعرفْ
قدرَ شهم ، واغمره بالتهنئات

يا ابن (أوس) حللت أهلاً وسهلاً
في بُييتٍ يحنّ للأمنيات

كم ترقبنا أن تُطِلّ علينا
وانتظرنا السرورَ بالمعجزات

ثم جئت بدراً ، وعِزاً ، وبُشرى
وانطلاقاً للخير والمَكرُمات

مرحباً يا أغلى فتىً وحفيدٍ
صادق العزم مخلص التضحيات

أمك اليوم تحتفي بك ولهى
وأبوك متيّمٌ بالحياة

أيهذا (الداريّ) سددْ ، وقاربْ
واحمل الحق منهجاً بثبات

والتزمْ بالإسلام ، ديناً ودنيا
واتبعْ هَديَ الصالحين التقاة

وافعل الخيرَ ، أنت للخير أهلٌ
والمليكُ يجزي على الخيرات

جيلنا يا (تميم) قصّرَ جداً
مؤثراً ما استطاع من موبقات

غرّه حِلمُ الله حتى تمادى
في سبيل المفرّطين الغفاة

ليت شعري كيف اجتلتْه المعاصي
واحتواه ما صاغ من ترّهات؟!

ضل سعياً حتى استساغ الدنايا
شأنَ كل المستهترين الغواة

فاته المجدُ والمعالي تِباعاً
فاستكان للتيه والمغريات

والقليلُ من ذلك الجيل عادوا
واستجابوا للهَدْي والبيّنات

واجهوا التيار المعاديَ طوعاً
واستهانوا بالمجرمين الطغاة

فإذا بالطاغوت يُعمِل فيهم
سيفَ قتل يغتال كل الدعاة

والذي ينجو سِجنه في انتظار
أو رحيل يُفضي إلى المُهلكات

يا (تميمُ) أرجو لك العيش حراً
في ظلال السموّ والطيبات

يا فتى بالتوحيد ، فابدأ وثنّي
و(ابن عبد الوهّاب) خيرُ الهُداة

و(كتاب التوحيد) أفضل زادٍ
إنني قد جرّبتُ هذا بذاتي

واقرأ (الفتح) إن أردت مَزيداً
ثم عُد (للتيسيير) تلق العِظات

ثم واهتم (بالمسائل) تبني
فيك فهماً يفوق جهد البُناة

واقرأ (القرة) التي لم يفتْها
فصلُ كل المسائل المشكلات

صاح (وابن تيميَّةٍ) ليثُ غاب
دعك مما يُقال من شائعات

قال عنه أهل الضلال دعاوى
لا تُصدِّقْ زيفاً سرى بافتئات

اقرأ (المجموعَ) احتوى كل حق
وأحاديثَ وُثقتْ برُواة

واقرأ (المنهاج) الذي فيه ذكرى
ورواياتٌ دُعّمتْ بالثقات

وادرسنْ لابن القيم العِلمَ يدعو
لأصول - بهديها - واضحات

اقرأ (الزاد) و(المدارج) تُفلحْ
وتُخصّ بالعلم والنفحات

واقرأ (الإعلام) المُحَقق تدركْ
ما تريد من شائق الأدوات

واقرا (الداء والدواء) مِراراً
إنه سِفرٌ طيب الكلمات

واقرأ (الروح) باهتمام عميق
إن أردت في العيش خير نجاة

يا (تميمُ) لا شيء كالعِلم يُعلي
فتعلمْ تلحقْ بركب الأباة

آية (اقرأ) كانت تُعزز نهجاً
في أناس صَفوْا لخير الدعاة

تجعل العلم أولاً واحتساباً
قبل ذكر السجود ، بل والصلاة!

يا (تميمُ) أوصيك بالبر سَمتاً
بأبيك والأم ، واذكرْ وَصاتي

والزم الشرعَ ، أنت بالشرع أتقى
عشْ عزيزاً يا صاح بين التقاة!

© 2024 - موقع الشعر