النفق المظلم - أحمد علي سليمان

وضعتِ زوجكِ في أتون ضَحْضاحِ
لمَّا استمعت إلى المُخبب اللاحي

وبالسِهام رَميتِ الزوج دون حيا
وما استجبتِ لوُعاظٍ ونُصاح

فأين ما كان من حُب ومن سَمَر؟
وأين ما كان من ضِحْكٍ وأفراح؟

وأين ما كان من علم ومن خلق؟
وأين ما كان من بذل وإصلاح؟

وأين ما كان من دِين تدينُ به
تقية ذاتُ أخلاق وأمداح؟

وأين ذكرٌ وتذكيرٌ ومَرحمة؟
وأين وعظ بإمساءٍ وإصباح؟

مازال زوجُك بالإيضاح مُشتغلاً
ومَن يحن لتبيين وإيضاح؟

فقه الخلاف له مَغزى وفلسفة
ولحن قول من البيان مفصاح

وأي بيتٍ نأت عنه مشاكله؟
مُني علينا بأمثال وأوضاح

أدخلتِ زوجكِ في فوضى دجى نفق
وكم أعاذكِ - من هذا - بإلحاح

والأهلُ صِنفان: صِنفٌ مُصلحٌ أبداً
أنعمْ بجَمع - إلى التوفيق – طمّاح

ويبذلُ الخيرَ والمعروفَ محتسباً
وقد يبوء بآلام وأتراح

وآخرٌ همّه إيقاد فتنته
وقد يكون الضحايا بعضَ أرواح

شتانَ بين الكِرام الصِّيد في ملأ
وبين بُلهٍ - من الأوغاد - أشباح

© 2024 - موقع الشعر