المساء الضرير - أحمد علي سليمان

تَرَانِيمٌ تُنَاجِي قَلْبِي الدَّامِي
عَلَى أَنَّاِتهَا أَبْكِي الهُدَى السَّامِي

وَأَسْعَى فِي ظَلامِ اللَّيلِ مُلْتَاعًا
لَعَلِّي تَنْزَوِي فِي اللَّيلِ أَحْلامِي

عَلَى الإِسْلامِ مَحْزُونُ النُّهَى دَومًا
أُحَابِي فِي دَياجِي اللَّيلِ آلامِي

وَأَجْرِي فَوْقَ هَامِ اللَّيلِ لا أَغْفُو
وَلَكِنْ هَلْ يُعِيدُ الجَرْي إِسْلامِي؟

وَقُرآنِي العَزَا ، والصَّبْرُ سُلْوَانِي
فَيا هَذَا المَسَا أَبْصِرْ بِأَقْلامِي

يرَاعِي مَلَّ مِنْ دَمْعِي وَآهَاتِي
وَقِرْطَاسِي تَعَنَّى بِالأَسَى الطَّامِي

وَلا خِلٌّ ، وَلا صَحْبٌ ، وَلا عَزْمٌ
وَلَكِنْ فِي هُدَى المُخْتَارِ أَنْسَامِي

وَرَبُّ النَّاسِ فَوْقَ العَرْشِ مَعْبُودٌ
وَظَنِّي أَنْ يُزِيلَ الله أَسْقَامِي

فَإِنِّي قَدْ بَذَلْتُ الدَّمْعَ فِي رَبِّي
وَلَمْ أَدْمَعْ لِلَيلَى أَوْ لِأَنْغَامِ

فَلَيلَى لا تُسَاوِي دَمْعَةً ذُرِفَتْ
وَلُبْنَى عَهْدُهَا غَطَّتهُ أَيامِي

سَلامًا يا مَسَاءَ الحُبِّ والنَّجْوَى
ضَرِيرٌ أَنْتَ عَنْ دِينِي وإِقْدَامِي

بضَاعَاتُ الهَوَى فِي الدَّرْبِ لا تُعْلِي
فَدَعْ عَنْكَ الهَوَى وَالْحَقْ بِأَعْلامِي

© 2024 - موقع الشعر