وطني أحلى من الغربة! - أحمد علي سليمان

يقولون: أفلحَ لمّا اغتربْ
وهذا وربي مَثارُ العجبْ

تغربتُ أبحثُ عن عِيشةٍ
أحققُ فيها الذي أستحب

وأعددتُ نفسي ، وأقلمتُها
على أن أواجهَ ما لا أحب

وفي غربتي كم شربتُ الأسى
وذقتُ مِن الناس أعتى الكُرب

وجرّعني الذل أهلُ الحِمى
لأني بدارهمُ مغترب

فلا أهلَ لي في ديار الشقا
ولستُ لسكانها أنتسب

ولم يعبأوا برباط التقى
ولم يقدُروا نِسبتي للعرب

وصحبي تخلوا ، وباعوا الإخا
وأصبحتُ في العيش لا أرتغِب

وكنتُ اجتهدتُ لأعمل كي
أجنب نفسي عذابَ الطلب

عزيز على النفس أن تشتكي
لمن إن تُطالبه لم يستجب

ولم أشتغلْ ، فاحتواني الأذى
وكان لمن يشمتون الغلب

فعدتُ لداري ، ولم أكترثْ
بما حلّ بي مِن عسير النوب

إذا رُمت عيشاً وفير الرخا
فلا تهجر الدارَ أو تغترب

ورزقك والعمرُ قد حُدّدا
فلا تبتئسْ قط أو تكتئب

وسعيُك في الدار أو غيرها
سواءٌ ، فدع عنك كل الرِّيَب

وليس عليك سوى السعي هل
سمعتَ بمال أتى باللعب؟

© 2024 - موقع الشعر