القصيدة الوعظية! (مذنب) - أحمد علي سليمان

تعاظمتِ الذنوب على فؤادي
فلم يعرفْ سبيلاً للرشادِ

ولم أكُ - في الأنام - بمستريب
ولكنْ غفلة غشيتْ فؤادي

وأطفأتِ السنا - في الروح - دهراً
ونالت مِن يراعي ومِدادي

وأسئلة تحيّرني كثيراً
لماذا جُرحُ قلبي في ازدياد؟

لماذا تجرحُ الأوهامُ عمري
فأهبط في سراديب الرماد؟

لماذا الذنب تلو الذنب عمداً؟
أيلهث عاقلٌ خلف الفساد؟

أمن ذنب إلى ذنب وذنب؟
أينسى مؤمنٌ يوم المعاد؟

وأين ضميرك اليقظان؟ قل لي
أبيعَ ضميرُ مثلك في المزاد؟

أمات العزم فيك فلم تجالدْ
وصرتَ اليوم تحيا في حِداد؟

أتاه الرشدُ عنك فلم تحاول؟
أأخطأت الطريقَ إلى السداد؟

أغرّك حِلم من خلق البرايا؟
تذكّرْ أخذ ديّان العِباد

ألا إن الذنوب عليك تترى
فجاهدْها بألوان الجهاد

وقد كنت الصبور بلا مثيل
فلم يكُ لاصطبارك مِن نفاد

فأين الصبرُ ولى والتصدّي؟
لماذا تكتوي بلظى العوادي؟

لماذا تشتكي منك الخطايا
وتشكوك الحواضر والبوادي؟

وفي ناديك تغشى كل ذنب
وتجلب كل سوءٍ للنوادي

جوادك في دروب الزور يعدو
ويدعو للخنا كل الجياد

ويسعى الناسُ للخير احتساباً
وأمّا أنت ساج كالجماد

ألست بمُذنب؟ بالله قلها
وذنبك عن تحر واجتهاد

غرقت ببحر ذنبك دون وعي
وتشكو – الآن – من ثقل السُهاد

بما كسبتْ يداك ، وليس إلا
ويعفو ربنا عن كل عاد

يَمينَ الله ، إن ترجعْ فخيرٌ
وإلا فارتقبْ يوم التناد

© 2024 - موقع الشعر