القاتل الضحية! (أب مهمل في حق ولده) - أحمد علي سليمان

غريقٌ - في دم الإهمال - مقتولُ
ووالده - عن الإهمال - مسؤولُ

تكاسل عن مراقبةٍ لمركبةٍ
مدى الأيام هذا العبدُ مشغول

يسير وراء آمال تداعبُه
ويفتنه - عن المشهود - مجهول

ويحيا سادراً في غيّه أبداً
وإن الستر - فوق اللهو - مسدول

نصيبُ صغيره قتلٌ بلا دِيَةٍ
فليس - على أبيه اليوم - تعويل

سيجترّ الجوى دهراً بفعلته
وكيف يسير - مَن بالكرب - معلول

وسوف يعيش في تأنيب خاطره
وليس - لحاله المحزون - تبديل

وسوف يظل تقتله سريرته
فهذا قاتلٌ نفساً ومقتول

ضحيته - بنور العين - يحرسُه
وبَذل الوالد المعطاء مكفول

وعطف أبيه - في البلوى - يُسامره
لأن العطف - في البلواء - مأمول

ولكنّ الأبَ المشغولَ جندله
وكوّمه ، فلا طوْلٌ ، ولا طول

حواليه الدماءُ سرتْ تؤبّنه
وفوق - الجثة الزهراء - إكليل

شذى استشهاده في الجو ترسله
بقايا اللحم فيها العظمُ مذهول

تسائل: ما جنيت اليوم يا أبتِ؟
وهل ما جئتَ - بين الناس - مغفول؟

© 2024 - موقع الشعر