الفجور - أحمد علي سليمان

دمُ العِصيان يجري في العُروقِ
فما جدوى تلطفك الرقيقِ؟

تعلمه العقيدة باجتهادٍ
وتبذل مِن تواصُلك الشفيق

وتنصحُ مُبدياً حرصَ المُربّي
وتلقي النصحَ باللفظ العميق

وتوفي بالوعود تريدُ نفعاً
ولست تضيقُ بالعهد الوثيق

وتنتخبُ المواعظ مُشرقاتٍ
لتزدهرَ الخواطرُ بالبريق

وتلقى بعد ذلك كل صدٍ
لأن الخِب يُوغلُ في الفسوق

يُذيقك - بالتمرد - كل مُر
ويُمعِن في التلفت والمُروق

ويَسخرُ منك في سِر وجهر
وأنت تقولُ: أرفقُ بالصديق

ويحتقرُ النصائحَ والوصايا
وأنت تقول: أنصحُ للرفيق

ألا إن الفجور غدا سبيلاً
لكل فتىً تنكّر للطريق

ولست تراهُ يشهدُ درس عِلم
فقد أمسى يَحِنّ لكل سُوق

أضاعَ الواجباتِ ، وما تزكّى
وما أدى بُعيضاً مِن حقوق

فدعْه ، سواهُ بالتذكير أولى
وفي بحر الشقا كمْ مِن غريق

وفي الظلمات ترتكسُ الضحايا
وهم - واللهِ - أولى بالشروق

© 2024 - موقع الشعر