الشعرُ يدافع عن نفسه - أحمد علي سليمان

الكربُ يقتلني ، والضنكُ والوَصَبُ
والحزنُ يكبتُ إحساسي ، فيكتئبُ

ما حِيلتي والأسى يغتالُ ما غرستْ
أيدي الجمال ، فيطوي عزمتي التعب

أذوبُ وجْداً لما الأقلام تسْطرهُ
من العذاب ، وتحوي لوعتي الكتب

واسألْ أنين الجوى عن كل ملحمةٍ
خبا الضياءُ بها ، فسادتِ الحُجُب

أنا البرئ ، وأبياتي لقد ثكلتْ
سُكانَها الصِيدَ كي يرتاحَ مُغترب

وما جريرة مظلوم إذا انطلقتْ
مَعاولُ الظلم - في الضمير - تلتهب؟

أنا الوعاءُ لما يُصبّ داخله
وليس - في جُعبتي - زيفٌ ولا كذب

لم أقترفْ جُرُماً حتى تحاكمني
ولستُ - مِن زمَر البُهتان - أقترب

فارحم قريضاً ثوتْ فحوى شبيبته
واغتاله الوهمُ والخذلانُ والريَب

فلا يغرّك مني صمتُ قافيتي
وارحمْ دموعاً - على الأبيات - تنسكب

أدافعُ اليومَ عن نفسي ، ولي أملٌ
وأنتَ شهمٌ ، يُلبَى عنده الطلب

فاقبلْ دفاعي ، ولا تهتكْ تعففه
وكل لفظٍ - مِن التيئييس - ينتحب

نافحتُ عن حُجتي ، وأنت تفهمني
والفهمُ - عند كِرام الناس - يُطلب

وأنتَ أعلمُ – بالتأويل - يحملهُ
لفظي الكبير الذي أودت – به - الكُرب

واسألْ شعورك ، واستجوبْ قريحته
وسَعدُ قلبك لا تأتي – به - الخطب

© 2024 - موقع الشعر