الحذر الحذر من الغرور - أحمد علي سليمان

أيا مَن غُصتَ فِي الوَحلْ
وخِلتَ الناسَ في ظِلْ

ظننتَ الشمس كالظِلْ
وأن العُمْر قد مَل

وما في الأرض من وحلْ
وليس الناس في طَل

صفاءُ الخَلق في حِل
وليس العمر قد مَل

************
************

أيا مَن يشتهي الوُدْ
وحبِّ القَومِ والسَّعدْ

وقلبٌ في لظي الحقدْ
وفي طياتِهِ الصَّد

إذن ، هل تشتهي الودْ؟
وصفو الخلق والسعد؟

ولُبُّ القَلبِ في حِقدْ
وحبٌ في أسي الصد

************
************

أيا مَن تدَّعِي العِلمْ
إلي كم في صَدي الوَهمْ؟

تَلوكُ النورَ بالضيمْ
عدمتَ الكيفَ والكَم

وتأتي تدَّعِي العِلمْ
إلي كم في صَدي الوَهمْ

جفاك النورُ للضيمْ
فلا مِعيارَ ، أو كَم

************
************

أيا مَن تنشدُ النَّصر
وما في القلب من صَبر

وترجو غايةَ البِشرْ
وتحيا في سَنا اليُسر

بذا هل يُبتغي النصرْ؟
ويأتي النصرُ بالصبر؟

فَخَف مِن ضَمة القبرْ
وحوِّل دَفَّةَ السَّير

************
************

كأنّ القومَ أشباحْ
ويُردي الفرحَ أتراحْ

وليتَ الحقد ينزاحْ
إذن فالقلب يرتاحْ

تباري القوم بالراحْ
ولونُ الغَبن قد فاح

ومَن أمسي كمَن راحْ
تساويَ الكلُّ في الساح

************
************

ألا يا صَاحِبَ الحُزن
أفقْ من أخذة الجُبن

وأقدمْ من دُجي الغَبنْ
بذا لا كربَ ، لا وَهن

وحطِّمْ وحشَة السِّجنْ
وغيِّر نَبرَةَ اللحنْ

أفِق مِن هَجعَةِ العِهنْ
وخَلِّ العُجبَ والمَنْ

************
************

أيا من يدّعي الصدقْ
وحب الخير والرفقْ

وتحيا في دجي الرِّقْ
تعاني وطأة الربقْ

وسعيٌ بات للرزقْ
رديف النحس والمَحقْ

ألا لا تخدع الخلقْ
فليس الأثل كالنبقْ

************
************

ألا يا زائغ الطرفْ
كفي ما كان من خسفْ

وحطمْ مِشجبَ العُرفْ
ودعْ ما كان من عزفْ

رماك الفن من جرفْ
بلا رفق ولا عطفْ

حسير النفس والكفْ
كسير القلب والحرفْ

************
************

أيا مَن يشتهي الكربْ
وظلم الخلق والحَربْ

وأنتَ التائهُ العَطبْ
أتهجو النَّاس والدَّرب؟

وتسعي في دُجي الحربْ؟
فجنبْ نفسكَ العَيب

ودع ترنيمة النَّدبْ
وخفِّفْ نبرةَ السَّب

************
************

أيا مَن غره الجَاهْ
لكُم في الدرب أشْبَاهْ

مَمَاتٌ بَات مَحيَاه
وفينا خابَ مَسعاه

أتحيا مثلما الشاة
وهزلُكَ ما مُؤاده؟

أفقْ يا كل أواه
فإن الأمرَ لله

************
************

أيا من عشتَ للنَّفسْ
شريتَ الذل بالفِلسْ

كأن القلبَ في رَمس
كذاك الروحُ في رِجس

بلا وعي ولا حس
ولا تخمين ، أو حَدس

وترجو ظُلَّة الأنس
ألا هذا هو اللبس

************
************

أيا من تشتهي الذاتْ
وتهفو للحماقاتْ

ألا هل تعبد اللاتْ
وتحيا للجهالات؟

فدعْ عنك السفالاتْ
مَعينكَ في الدنا مات

ألا تأسي لما فاتْ؟
أتبكيك البذاءات؟

************
************

أيا مَن في الوري ضاعْ
ويرسو في أسي القاعْ

وللأعداء سَمَّاع
كفي يا صاحِ أوجاع

ترى قد أُترعَ الصاع
وأنتَ اليوم طمَّاع

وصِيتُكَ في الوري ذاع
بأنكَ جِدُّ خَدَّاع

© 2024 - موقع الشعر