الجبال من القضيض - أحمد علي سليمان

حَطمْ تَعابيرَ الجَوَى
يا قلبُ ، فِي ليلِ الهَوَى

فالوَهمُ عَاتٍ غَادِرٌ
والوَجدُ قاسٍ ، والنَّوَى

فَاضرِب بِسَهمكَ ، لا تَخفْ
واحمِل يَرَاعكَ ، واللِّوا

لا تَركَنَنَّ إلَى الوَرَى
واطرح غواية مَن غَوى

أَسَداً أَراكَ ، فكيف تخ
شى الكَلبَ – يوماً - إن عَوَى؟

والصَّمت إذ يَعوِى الكِلا
بُ - إذا عَلِمت - هُوَ الدَّوا

ولِكُلِّ نَذلٌ سَاعَةٌ
ولسوف يندحر الجَوَى

وقُوى الضَّلالِ رَهِيبَةٌ
ولسَوف تَنتحِرُ القُوى

يَوماً سَيَظْهرُ كُلُ ح
ق بِالعذاباتِ اكتوى

بالمالِ لا يُشرى الوفا
لا يَنصُرُ الحَقَ الخُوا

والدَّمْعُ لَيْسَ بِهيِّن
كمْ ذا اشتَكَى ، وكَذَاَ رَوَى

إنَّ الجِبَال مِنَ القضي
ض ، وجُرحُ أسئِلَتي استَوَى

والقَومُ فِي قَيحِ الخنا
وأنَا لأحَزَاني شِوَا

والرُّوحُ تَبكِي في الدُّجى
والقلبُ ضَجَّ بِما حوى

سَحَقتهُ كُلُ بَلِيةٍ
وعلى كَوارِثِه انْطَوَى

شَغَلَتهُ كُلُ مُصيبَةٍ
وعَنِ المَخاليق انْزَوى

يَا قَلبُ ، رِفقاً إنَّني
أحيا بأدنى مُستَوَى

لكِنما قَدَري ، ولَس
تُ أمُجّ يَوماً ما احتَوَى

إن السَّراب عَلَى جِرَا
حي جَاثِمٌ ، منها ارتوى

كَيفَ السَّبيلُ ، وليسَ من
بُحبوحةٍ تُردي الجَوَى؟

اللهُ أكبرُ ، إنَّني
أسْرفتُ ، يَا رَب القُوَى

فَاغفرْ ، وَوَفِّقْ ، وانتصرْ
لِى مِن جِرَاحَاتِ النَّوَى

© 2024 - موقع الشعر